تعد قضية الحفاظ على البيئة وتنميتها من أبرز التحديات التي تواجه العالم اليوم في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، ودمج جهود الحفاظ على البيئة في مختلف المشروعات التنموية. أصبح البعد البيئي عاملاً أساسياً في عملية التحديث والتطوير. كما أن العمل البيئي هو عملية مستمرة تعتمد على تكامل الجهود لضمان الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وهو ما يتحقق من خلال نشر الوعي البيئي وتعزيز التربية البيئية بين جميع فئات المجتمع. تواجه البيئة العديد من المشكلات، نتيجة نقص الرصد الدقيق لحجم التلوث والتدهور البيئي الناجم عن سوء البنية التحتية، إلى جانب غياب منهج متكامل للتنمية المتوازنة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً. كما أن غياب التخطيط الفعّال لاستثمار الموارد البيئية في مجالات مثل السياحة البيئية والزراعة الريفية، وضعف برامج التوعية والتثقيف البيئي، يشكلان تحديات إضافية أمام تحقيق الاستدامة البيئية. حيث تهدف الجهود التوعوية إلى تطوير سلوكه المعرفي والوجداني والمهاري، لذا فإن تنمية وعيه البيئي تعد الخطوة الأولى نحو تعديل سلوكه ليصبح أكثر مسؤولية تجاه البيئة. كما يُقاس تقدم المجتمعات بقدرة الإنسان على التعامل مع البيئة بوعي، مما يسهم في تطوير القرى الريفية وجعلها أكثر قدرة على التفاعل الآمن مع بيئتها، مستفيدًا في ذلك من وسائل الإعلام الجماهيري لنشر الوعي البيئي بين سكان الريف. مع تحفيزهم على المشاركة الفعالة في حماية وتحسين بيئتهم. ويهدف ذلك إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الأفراد والمجتمعات تجاه البيئة. وتعد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من أهم مصادر التوجيه والتثقيف في المجتمع، بغض النظر عن اهتماماتهم أو مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعلها أداة أساسية في تشكيل وعي الأفراد والمجتمعات. تعد السياحة الريفية أحد الاتجاهات المهمة لتنويع الأنشطة السياحية في القرى المصرية، مما يتيح للزائرين فرصة التفاعل مع البيئة الريفية والاستمتاع بتراثها الفريد. ويسهم هذا النوع من السياحة في تحسين جودة الحياة في القرى، من خلال تحقيق التكامل بين الاستثمار في الإنتاج الزراعي والسياحي وحماية البيئة الريفية، ترتبط السياحة الريفية بالعديد من الأنشطة السياحية المتخصصة، وتذوق المأكولات الطبيعية المحلية. ومزارع تعليمية تستهدف التوعية بالطرق المستدامة لتربية النباتات والحيوانات. إما من خلال برامج تجمع بين السياحة الزراعية والبيئية والمزرعية في تجربة موحدة، وتشمل السياحة الريفية أيضًا عروضًا ثقافية وفولكلورية تعكس التراث المحلي، كما أن الحفاظ على البيئة القروية يتطلب التزامًا بالسلوكيات الصحية السليمة والممارسات المستدامة التي تحمي الموارد الطبيعية والاجتماعية والثقافية، مما يجعل وعي السكان المحليين بالحفاظ على بيئتهم عنصرًا رئيسيًا في نجاح السياحة الريفية واستدامتها. يمكن القول إن السياحة الريفية تمثل نشاطًا متنوعًا ومتعدد الجوانب، ويعتمد على تخطيط مدروس يهدف إلى الحفاظ على البيئة الريفية وتطويرها. كما تتيح السياحة الريفية فرصًا اقتصادية جديدة لسكان الريف، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز التنمية الريفية بشكل متوازن ومستدام. كما يعد الإعلام البيئي أحد أهم أدوات نشر الوعي البيئي، حيث يساهم في بناء إدراك صحيح للقضايا البيئية ويحفز الجمهور على تبني ممارسات مستدامة تحافظ على الموارد الطبيعية. تمثل وسائل الإعلام أداة مثالية لنشر الوعي البيئي في المناطق الريفية، خاصة في مجالات دمج البيئة بالسياحة الريفية، وتوفير المعلومات البيئية للأفراد لتعزيز وعيهم، إضافة إلى تعزيز التعاون بين الجهات المعنية بشؤون البيئة والسياحة الريفية. وتعد السياحة البيئية من أهم القطاعات التي تستدعي نشر الوعي البيئي والتخطيط السليم لتحقيق تنمية سياحية مستدامة. يهدف إلى تزويد الجمهور بالمعلومات الدقيقة حول السياحة، وتعزيز الوعي البيئي والسياحي لديهم، مما يسهم في زيادة أعداد الزائرين محليًا ودوليًا. وتكمن أهمية السياحة البيئية في تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، مما يستدعي تبني سياسات إعلامية تعمل على نشر الثقافة البيئية بين الأفراد والمؤسسات الحكومية، وتعزيز احترام البيئة كسلوك داخلي في المجتمع. أصبح التخطيط البيئي للسياحة ضرورة ملحة لضمان تحقيق تنمية سياحية مستدامة، فقد أثبتت التجارب أن السياحة تمثل محركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من الدول، حيث تسهم السياحة بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي، فإن تطوير السياسات البيئية والإعلامية المتعلقة بالسياحة يمكن أن يسهم في تحسين هذا الوضع وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية.