كلية الأداب - قسم علوم القرآن لأنَّ موضوعه هو القُرآن الكريم الذي فيه نبأ ما قبلنا، ولا يَخلَق على كثرة الرَّد، قال : ﴿وَيَأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَنُ مِن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ﴾ [سورة النساء ) ، ولَكِنَّ العمل بهذا القُرآن مُتعذِّرٌ في كثيرٍ من الأحيان إلا بعد فهم ألفاظه وإدراك معانيه على وجه العُمُوم، ولا يتحقق ذلك ولا يتسنّى إلا بعلم التفسير الذي زادت الحاجة إليه يوماً بعد يوم؛ وشيوع اللحن كما تعرفنا على ذلك بالتفصيل في مُفتتح هذه الدراسة «نشأة عِلْم التَّفسير». قلنا بأنَّ أهمية كُلّ علم ترتبط بأهمية موضوعه، والاهتداء إلى الصراط المستقيم. أمَّا مَدَى الحاجة إلى تعلُّم هذا العِلْم؛ ذلك أن كُلَّ كمال ديني أو دنيوي مُفتَقِرٌ للعلم بسائر العلوم الشرعية، وهي جميعاً مُفتقرةٌ إلى العلم بكتاب الله ،