بر الوالدين لغة: بِهِ وَالْمُضَارِعُ مِنْهُ عَلَى وَزْنِ يَفْعَل عِنْدَ مَنْ يَكْسِرُ الرَّاءِ وَعَلَى وَزْنِ يَفْعِلُ عِنْدَ مَنْ يَفْتَحُهَا تَقُولُ : قَدْ بَرَّ وَالِدَهُ يَبَرُّهُ وَيَبَرُّهُ بِرًّا فَيَبَرُّ عَلَى بَرِرْتُ وَيَبِرُّ عَلَى بَرَرْتُ (۳) ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ : ﴿إِنَّهُ هُوَ البَرُ الرَّحِيمُ﴾ (الطور/ ۲۸) قَالَ ابن الأثير في أَسْمَاءِ الله تَعَالَى : البَرُّ وَهُوَ الْعَطُوفُ عَلَى عِبَادِهِ بِبَرِهِ أَيْ بِإِحْسَانِهِ وَلُطْفِهِ ). وَخِلَافُ الْبَحْرِ ، وَنَبْتٌ وَيَرْجِعُ بر الوَالِدَيْنِ إِلَى الْمَعْنَى الأَوَّلِ وَهُوَ الصِّدْقُ. يَقُولُ صَاحِبُ المقاييس : فَأَمَّا الصِّدْقُ فَقَوْلُهُمْ صَدَقَ فُلَانٌ وَبَرَّ ، وَبَرَّتْ يَمِينُهُ: صَدَقَتْ ، وَأَبَرَّهَا أَمْضَاهَا عَلَى الصِّدْقِ ، وَتَقُولُ بَرَّ اللهُ حَجَّكَ وَأَبَرَّهُ ، وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَي قُبِلَتْ قَبُولَ العَمَلِ الصَّادِقِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْهُمْ: يَبَرُّ رَبَّهُ أَي يُطِيعُهُ وَهُوَ مِنَ الصِّدْقِ، وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْهُمْ: هُوَ يَبَرُّ ( وَالِدَيْهِ ) وَذَا قَرَابَتِهِ، وَأَصْلُهُ الصِّدْقُ فِي الْمَحَبَّةِ يُقَالُ ( فِي الْوَصْفِ مِنْهُ ) رَجُل بَرٌ وَبَارٌ (۱) البر بالوالدين اصطلاحا: وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا ) . وَجَمْعُ البَرِّ أَبْرَارٌ وَجَمْعُ البَارُ بَرَرَةٌ (1) وَجَاءَ فِي الصِّحَاحِ : البر خِلافُ الْعُقُوقِ تَقُولُ بَرَرْتُ وَالِدِي ( بِفَتْحِ الرَّاءِ الأُولَى وَكَسْرِهَا أَبَرُّهُ بِرًّا فَأَنَا بَرْ بِهِ وَبَارٌ وَقَدْ جَاءَ الْبِرُّ فِي الْقُرْآنِ الكَرِيمِ بِمَعْنَى صِلَةِ الرَّحِمِ - أَيْضًا - قَالَ اللهُ تَعَالَى : ه - لا يَخْتَصُّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ بِأَنْ يَكُونَا مُسْلِمَيْنِ الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ ) لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي (الممتحنة / ۸ مدنية). بَلْ إِنْ كَانَا كَافِرَيْنِ يَبَرُّهُمَا وَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا إِذَا كَانَ لَهُمَا عَهْدٌ . ٦ - مِنَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا وَالْبِرِّ بِهِمَا إِذَا لَمْ يَتَعَيَّنِ من صور بر الوالدين : الْجِهَادُ أَلَّا يُجَاهِدَ إِلَّا بِإِذْنِهِهَا . أورد القرطبي - رَحِمَهُ اللهُ - فِي تَفْسِيرِهِ كَلَامًا وَوَفَاءَ لَهَا وَهِيَ زَوْجَتُهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَمَا ظَنُّكَ بِالْوَالِدَيْنِ ؟ كَثِيرًا مُفَادُهُ : وَجَعَلَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ مَقْرُونَا بِذَلِكَ ، كَمَا قَرَنَ شُكْرَهُمَا بِشُكْرِهِ ، فَقَالَ : ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ (الإسراء / (۲۳) ، وَقَالَ : ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَى الْمَصِيرُ (لقمان / ١٤). - وَخَصَّ رَبُّ الْعِزَّةِ حَالَةَ الْكِبَرِ ؛ لأَنَّهَا الْحَالَةُ الَّتِي يَحْتَاجَانِ فِيهَا إِلَى الْبِرِّ لِتَغَيَّرِ الْحَالِ عَلَيْهِمَا بِالضَّعْفِ وَالْكِبَرِ ، فَيَحْتَاجَانِ أَنْ يَلِيَ مِنْهُمَا فِي الْكِبَرِ مَا كَانَ يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي صِغَرِهِ أَنْ يَلِيَا مِنْهُ ، وَقَدْ أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ أَعْظَمُ دَعَائِمِ الإِسْلَامِ. ٢ - مِنَ الْبَرِّ بِهِمَا وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا أَلَّا يَتَعَرَّضَ لِسَبِّهِمَا وَلَا يَعُقَّهُما . وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ الْمَأْمُورُ بِهِ مِنْ قَبِيلِ الْمُنْدُوبِ . لَهُمَا مَا يَكُونُ فِيهِ أَدْنَى تَبَرُّمِ ، يَقُولُ الْحَقُّ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُيِّ ﴾ (الإسراء / (۲۳) وَقَوْلُهُ: أُفٍّ لِلأَبَوَيْنِ أَرْدَأُ شَيْءٍ لَأَنَّهُ رَفَضَهُمَا رَفْضَ كُفْرِ النِّعْمَةِ، وَجَحَدَ التَّرْبِيَّةَ وَرَدَّ الوَصِيَّةَ الإِلَهِيَّةَ . وَالْمَالِكِيَّةِ ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ والْمُحَاسِبِي فِي كِتَابِهِ ( الرِّعَايَة ) . وَسَكَنَاتِهِ وَنَظَرِهِ ، وَلَا يُحِدُّ إِلَيْهِمَا بَصَرَه ؛ فَإِنَّ تِلْكَ نِظْرَةُ الغَاضِبِ، وَهَذَا مِنْ بَرِ الوَالِدَيْنِ. ۱۱ - وَمِنْ بِرْهِمَا التَّرَحمُ عَلَيْهِمَا وَالدُّعَاءُ لَهُما ، وَأَنْ تَرْحَهُمَا كَمَا رَحِمَاكَ ، إِذْ وَلِيَاكَ صَغِيرًا ، جَاهِلًا ، مُحْتَاجًا ، فَآثَرَاكَ عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَأَسْهَرَا لَيْلَهُمَا ، وَجَاهَا وَأَشْبَعَاكَ ، وَتَعَرَّيَا وَكَسَوَاكَ ، فَلَا تَجْزِهِمَا إِلَّا بِبِرْهِمَا وَطَاعَتِهِمَا وَحِينَ يَبْلُغَانِ مِنَ الْكِبَرِ الْحَدَّ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ مِنَ الصِّغَرِ ، فَعَلَيْكَ أَنْ تَلِي مِنْهُمَا مَا وَلِيَا مِنْكَ ، وَيَكُونُ لَهُمَا حِينَئِذٍ فَضْلُ التقدم . للاستزادة: انظر صفات: الاعتراف بالفضل - الإحسان - البر - حسن الخلق - الرفق - صلة الرحم - الحنان - الشفقة - الرحمة - العطف - الكلم الطيب - اللين. وفي ضد ذلك : انظر صفات : الجحود - عقوق الوالدين - نكران الجميل - الإساءة - سوء المعاملة - سوء الخلق - قطيعة الرحم - القسوة - العنف ]. الآيات الواردة في " بر الوالدين » بر الوالدين والإحسان إليهما مما أمر به يَحْيَ مُدِ الْكِتَابَ بِقُووَوَ مَابَيْنَهُ الحكم صينا المولى - عز وجل - : وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حنا وَأَقِيمُوا الصَّلَوَةَ وَمَاتُوا الزَّكَوةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُمْ مُعْرِضُونَ فاتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيَّا يتأختَ هَرُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِنَا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَ انْتَنِي الْكِتَبَ وَجَعَلَنِي بَيْتًا ) علَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ نحن نرزُقُكُمْ وَإِنَاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَنِي بِالصَّلَوَةِ وَالزَّكَوةِ مَا دُمْتُ حَيَا وبرا بوالِدَنِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ) والسَّلَامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيَا ذلك عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فيه يمترون ذلِكُمْ وَضَنَكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) عَنْهُ - قَالَ : فِيمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ) ) . قَالَ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ: « بِرُّ الْوَالِدَيْنِ » . بر الأم : عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَنْ أَبَرُ ؟ قَالَ : « أُمَّكَ». قَالَ : « أُمَّكَ ». قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبَاكَ ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ )) (۲) . ه ( عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ، قَالَ : هَل بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ: أُمِّي . فَإِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ فَاتَّقِ - (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ مِنَ الْيَمَنِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ارْجِعْ إِلَى أَبَوَيْكَ فَإِنْ فَعَلَا، وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا ) (۳). وَبِرَّهَا » ) (٥) . - (عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، قَالَ : وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : ارْجِعْ فَبِرَّهَا ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنَ الْجَانِبِ الآخرِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، قَالَ: وَيْحَكَ ، أَحَبَّةٌ أُمُّكَ ؟ " قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبِرْهَا ، ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ : إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْةَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، قَالَ : وَيُحَكَ ، فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَم، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ، فَاسْتَغْفِرْ لِي ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. فَوَافَقَ عُمَرَ ، فَسَأَلَهُ عَنْ أُوَيْسٍ قَالَ: تَرَكْتُهُ رَبُّ الْبَيْتِ ، قَلِيلَ الْمَتَاعِ . فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ ، فَأَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي. فَاسْتَغْفِرْ لِي ، فَاسْتَغْفِرْ لِي ، قَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ ، قَالَ أُسَيْرِ: وَكَسَوْتُهُ بُرْدَةً ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ لأُوَيْسٍ هَذِهِ الْبُرْدَةُ ؟ ) ) . قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ (۳)؟ قَالَ : نَعَمْ. كَانَ بِهِ بَرَضٌ قِرَاءَةً ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا: حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ كَذَلِكُمُ الْبِرُّ ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ ) وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بأمه). ۱۱ ( عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِرُّوا آبَاءَكُمْ تَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ، ۱۲ - (عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي أَوَّلِ مَا بُعِثَ وَهُوَ بِمَكَّةَ وَهُوَ حِينَئِذٍ مُسْتَخْفِ. فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «أَنَا نَبِيٍّ، ۱۰- عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عبدُ اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمُ الْأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِاليَسِيرِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، البر يطيل العمر : ۱۳ - ( عَنْ ثَوْبَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ وَلَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِخَطِيئَةٍ الأحاديث الواردة في « بر الوالدين » معنى أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )) فَقَالَ: إِنَّ لِي امْرَأَةَ وَإِنَّ أُمِّي تَأْمُرُنِي بِطَلَاقِهَا ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أنكيتهما ) (1). ۱۹ - (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي مَالًا وَوَلَدًا وَإِنَّ أَي يُرِيدُ أَنْ يَخْتَاحَ مَالِي ، فَقَالَ: « أَنْتَ وَمَالُكَ ١٦) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ : أَبَايِعُكَ عَلَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ، قَالَ : فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَي؟، قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا ، قَالَ: فَتَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللهِ ؟ قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: « فَارْجِعُ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنُ صُحْبَتَهُما ) (۳) لأبيك )) ۲۱ - ( عَن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يَكَرِبَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ (ثَلَاثًا) وَإِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ إِنَّ اللَّهَ ۱۷ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ ثلاثة : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنتَفَعُ بِهِ ، ۲۲ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ )) أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ وَإِنَّهَا مَاتَتْ. قَالَ : فَقَالَ : وَجَبَ أَجْرُكِ وَرَدَّهَا عَلَيْكِ الْمِيرَاثُ ) قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا ؟ قَالَ : « صُومِي عَنْهَا ، قَالَتْ: إِنَّهَا لَمْ تَحجَّ قَطُّ، أَفَاحُجُ عَنْهَا ؟، قَالَ: «حُبِّي عَنْهَا) (۱). فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبِ وَدَأْبَهُمْ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَاخْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللهُ مِنْهَا فُرْجَةً ، وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَهُ عَمْ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَجِئْتُهَا بِهَا ، فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا، قَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ . فَقُمْتُ عَنْهَا ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لَنَا مِنْهَا فُرْجَةٌ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ فَرَقَهُ فَرَغِبَ عَنْهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرِعَاءَهَا، فَجَاءَنِي فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِي. فَخُذْهَا، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَسْتَهْزِئُ بِي . فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ. خُذْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَرِعَاءَهَا. فَأَخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَادْعُوا اللهَ تَعَالَى بِهَا، لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنكُمْ (1). فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ فَسَقَيْتُهُمَا قَبْلَ بَنِيَّ ، وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمِ الشَّجَرُ فَلَمْ آتِ حَتَّى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُهَا قَدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كَمَا كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بِالْخِلَابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِمَا ، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِي الصَّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّيبَةُ يَتَضَاغَوْنَ (٥) قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ » . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : « ثُمَّ أُمُّكَ ». أَكْرَهُ،