الرحمة الرحمة خلق عظيم فطر الله العباد عليها، ليس العباد فقط بل حتى الحيوانات، وبهذا الخلق تبقى الأرض مستمرة في طريق حياتها، ولكن عند غياب الرحمة يصبح الإنسان وحش كاسر لا يهمه منظر الدماء والأشلاء، وفي ناكزاكي والحروب الدامية العبرة أن هذه الرحمة خُلق يجب التمثّل به، لأنها من صفات الباري -سبحانه وتعالى- فرحمته وسعت كل شيء، ومن خلال هذا المقال سيتم التطرق إلى عدة قصص عن رحمة الله بخلقه.١] أسباب الرحمة من أسباب نيل رحمة الله -عز وجل- التقوى وحسن الظن به، ولا ينبغي للمؤمن أن يأمل رحمة الله مع إصراره على المعصية، فإن الله تعالى يقول: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}،٢]أما أن يسيء الإنسان الأعمال ويتكل على سعة رحمة ربه، فإنه يُخشى عليه من مكر الله، قال الحسن البصري: إنّ المؤمن جمع إيمانًا وخشية، واللهُ -عزَّ وجلَّ- يقول: "وعزَّتي لا أَجْمَعُ على عَبدي خَوْفَيْنِ ولا أَجْمَعُ لهُ أَمْنَيْنِ،٣][٤] وفي الحديث "أقَدِمَ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سَبْيٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ قدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِي، فَقَالَ لَنَا النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أتُرَوْنَ هذِه طَارِحَةً ولَدَهَا في النَّارِ، فَقَالَ: لَلَّهُ أرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا"[٥] فتوجه الأحاديث إلى إحسان العمل لله -عز وجل- مع حسن الظن به، فيجب على العبد أن يحسن العمل والظن بالله،٤] قصص عن رحمة الله بخلقه ما ورد في الحديث حول قصص عن رحمة الله بخلقه، قال الألباني: "أرأيتَ مَن عمل الذنوبَ كلَّها ولم يتركْ منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجةً ولا داجةً إلا أتاها، فهل لذلك من توبةٍ؟ قال: فهل أسلمتَ؟ قال: أما أنا فأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، قال: وغَدَراتي وفَجَراتي؟ قال: نعم، فما زال يُكبِّرُ حتى تَوارَى"،٦]هذا رجل أتى إلى الرسول مثقلًا بالذنوب وقد أفلت شمس حياته، وإذا بالرسول يبشره بسعة رحمة الله فيذهب مكبرًا وتكون قصته منارًا للأجيال بعده إلى قيام الساعة -إنها سماحة الإسلام- أما الهندوس يجعلون أنفسهم تحت أقدام الأبقار يدوسونهم حتى يتطهروا من الذنوب.٧] ومن قصص عن رحمة الله بخلقه أيضًا ما روي في بعض سكك المدينة أن بابًا فُتِح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمُّه خلفه تطرده فأغلقت الباب في وجهه ودخلت، فذهب الصبي ثم رجع حزينًا، فوضع خدَّه على عتبة الباب وعيناه مغرورقتان بالدموع، فخرجت أمُّه، وتقول: يا ولدي، أين تذهب عنِّي؟ مَن يُؤويك سواي؟ ألم أقل لك: لا تخالفني، والشفقة عليك، وإرادة الخير لك؟ ثم ضمته إلى صدرها، ودخلت به بيتها، والشفقة عليك.٧] قصة واقعية عن رحمة الله بخلقه إنها قصة واقعية من قصص عن رحمة الله بخلقه، عن امرأة اسمها توني من أبوين مسيحيين إنجيليين، ويحملان الحقد على الإسلام وفي هذا الجو المسموم الموبوء ولدت توني، وخاصة بعد أن ابتلاها الله بالسرطان، فقال لها أحد الأطباء بعد التحاليل: أنها مصابة بسرطان المبيض، وتوجهت إلى خمسة عشر طبيبًا فكانت النتيجة نفسها، وسوف تموت بعد أربع سنوات على أحسن تقدير، فضاقت عليها الأرض بما رحبت لكنها لم تستطيع التوجه للرب المصلوب الذي لم يستطيع أن يدافع عن نفسه، وكيف تستطيع أن تتوجه إلى إله لم تقتنع به أصلًا. وفي أحد الأيام توجهت إلى المكتبة جانب بيتها علها تجد ضالتها، ولم يكن له كفوًا أحد، فتوجهت إلى أقرب مسجد واعتنقت الدين الإسلامي، والمفاجأة بعدها أنها حملت وبعد ثلاث سنوات دمرت الخلايا السرطانية كاملةً، فتفاجأ الأطباء وعاشت بعدها 15 عامًا بخدمة والديها المسنين الذين تخلى عنهم أبناؤهم، راجيةً من الله أن يجازيها خير الجزاء. القنوط من رحمة الله إن القنوط من رحمة الله من الكبائر، والشيطان لا يبالي إذا أوقع المسلم بأحد خصلتين: الأمن من مكر الله، أو القنوط من رحمة الله -عز وجل- فإن رحمة الله واسعة، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، ليسوقه في بعض الأحيان إلى الانتحار، لأن الشيطان قد أغلق على العبد الأبواب كلها، قال تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.٨][١] ويؤخذ من قصص عن رحمة الله بخلقه أن الله هو التواب الرحيم، ثم أخطأ ثم عاد واستغفر، فإنها تسمى النفس اللوامة التي أقسم الله بها، ويقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لئن أمسي مذنبًا وأبات ندمان، خير لي من أمسي طائعًا وأصبح معجبًا" فما دام الإنسان يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله،