تطبيق : اقرأ النص التالي: نظرة بقلم : يوسف إدريس وكان ما تحمله معقداً حقا ففوق رأسها تستقر ( صينية بطاطس بالفرن) ، وكان الحوض قد انزلق رغم قبضتها الدقيقة التي استمانت عليه حتى أصبح ما تحمل كله مهددًا بالسقوط . ولم تطل دهشتي وأنا أحدق في الطفلة الصغيرة الحيرى ، وزيادة في الاطمئنان نصحتها أن تعود إلى الفرن ، وكان قريبا ، فما كنت أرى لها رأنا وقد حجبه الحمل ، كل ما حدث أنها انتظرت قليلاً لتتأكد من قبضتها ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذني منه إلا كلمة (سني). أو حتى عن رجليها اللتين كانتا تطلان من ذيله الممزق كمسمارين رفيعين . وراقبتها في عجب وهي تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض ، وتهتز وهي تتحرك ، راقبتها طويلاً حتى امتصتني كل دقيقة من حركاتها ، فقد كنت أتوقع في كل ثانية أن تحدث الكارثة. وأخيرا استطاعت الخادمة الطفلة أن تخترق الشارع المزدحم في بطء كحكمة الكبار . واستأنفت سيرها على الجانب الآخر، أما هي فكانت واقفة في ثبات تتفرج ووجهها المنكمش الأسمر يتابع كرة من المطاط يتقاذفها أطفال في مثل حجمها ، وأكبر منها ، وهم يهللون ويصرخون ويضحكون .