أصل معارف معينة بناء على العقل المحض وأفاهيم مستخلصة لا يمكن لموضوعها قط أن يُعطى أمبيريا، أن هناك ثلاثة ضروب وحسب من الاستدلالات الجدلية التي هي على صلة بضروب ثلاثة من الاستدلالات التي بها يمكن للعقل أن ينطلق من مبادئ إلى معارف، وأن عمله بأسره هو أن يرتفع من التأليف المشروط الذي تظل الفاهمة عالقة فيه أبدا إلى تأليف غير مشروط لا يمكنها قط أن تبلغه والحال، إن كل ما يمكن أن يكون لتصوراتنا من صلة بعامة هو : (1) الصلة بالذات (2) الصلة بـ «المواضيع»، إما بوصفها ظاهرات وإما بوصفها مواضيع للتفكير بعامة، فلو جمعنا هذا الانقسام إلى الأول لرأينا أن كل العلاقة التي بتصوراتنا والتي يمكن أن تكون عنها أفهوما، أو مثال هي ثلاثية (1) العلاقات بالذات (2) العلاقة بمتنوع «الموضوع» في الظاهرة (3) العلاقة بالأشياء جميعها بعامة والحال، إن على الأفاهيم المحضة بعامة أن تهتم بوحدة التصورات التأليفية، أما أفاهيم العقل المحض (المثل المجاوزة) فتهتم بالوحدة التأليفية اللامشروطة لجميع الشروط بعامة وعليه تندرج كل المثل المحاوزة تحت ثلاثة أصناف، الوحدة المطلقة لشرط جميع مواضيع التفكير بعامة والذات المفكر هو موضوع السيكولجيا، والشيء الذي يتضمن الشرط الأعلى لإمكان كل ما يمكن أن يفكر كائن كل الكائنات هو موضوع الإلهيات. يزودنا العقل المحض إذن بمثال عن النفسانيات المجاوزة (سيكولجيا عقلانية (207)، لتنتقل من موضوعها (الظاهرة) إلى كل المواضيع الأخرى وصولا إلى أبعد أطراف التأليف الأمبيري؛ أو هو مشكلة خاصة به أما ما هي أنماط الأفاهيم العقلية المحضة، بل بالأفاهيم الفاهمية عينها وحسب. كيف يمكن للعقل أن يصل بالضرورة إلى أفهوم الوحدة المطلقة للذات المفكر، فقط في الاستعمال التأليفي للوظيفة عينها التي يستخدمها في الاستدلال العقلي الحملي، وكيف تؤدي به الطريقة عينها التي يستخدمها في الاستدلالات الشرطية المتصلة إلى مثال اللامشروط المطلق في سلسلة شروط معطاة؛ وأخيرا كيف تؤدي به مجرد صورة الاستدلال العقلي الشرطي المنفصل بالضرورة إلى الأفهوم العقلي الأسمى عن جوهر الجواهر كلها؛