من بين أفراد أي جمهور ، توجد مجموعة صغيرة من الحالات التي تنحرف عن المألوف في اتجاه مرضي أو غير مفضل . وتضم هذه المجموعة غير السوية الأفراد من ذوي الذكاء المحدود ، واضطراب الشخصية واضطراب السلوك ( أو الخلق ) ، والتي تؤدي إلى حياة شخصية نفسية بائسة ، وحياة اجتماعية تتسم بالعجز وسوء التوافق . هؤلاء المضطربون الذين يشكلون حوالي 10 % من الجمهور العام يمكن تصنيفهم مبدئيا في أربع فئات رئيسية هي . والسلوك المضاد للمجتمع ويلاحظ أن الأسماء التي تطلق على هذه الفئات في الاستخدام اليومي غير العلمي تختلف عن التسميات العلمية التي تشيع بين المتخصصين . ولا يجد المتخصصون صعوبة في الفصل بين هذه الفئات . فهناك عدد من المحركات والمعايير التي يمكن الاعتماد عليها في التعرف على السلوك المضطرب بشكل عام . ومن أهم المحكات الرئيسة ( لدى الذين يعرفون المرض النفسي أو العقلي بأنه الاضطراب السيكولوجي ، أو الاضطرابات السلوكية التي يتم تناولها في علم النفس المرضي abnormal psychology ) المحكات الإحصائية والاجتماعية ، فالتحديد الإحصائي للسلوك المضطرب يعتمد على نسبة تكرار أشكال هذا السلوك في الجمهور العام . وعليه فالسلوك المضطرب هو الذي يحدث بشكل غير متكرر نسبيا ، وغير شائع بين أفراد الجمهور . أما التحديد الاجتماعي فيشير إلى السلوك المضطرب على أنه ليس مجرد التكرار النسبي الضئيل لهذا السلوك ، ولكن على أن السلوك المضطرب هو كل ما ينظر إليه المجتمع على أنه مرض نفسي أو عقلي ، حيث يستطيع الأفراد المختلفون تحديد أشكال السلوك غير المتوقعة باعتبارها علامات على الاضطراب النفسي ، ويعتمد التحديد الطبي على وجود عدد من الأعراض المحددة تشير إلى الاضطرابات ، حيث تكشف هذه الأعراض عن أن الفرد يعاني من اضطراب أو حالة معينة . وهم في هذا الصدد يفرقون بين الأعراض ذات المنشأ العضوي ، والأخرى ذات المنشأ النفسي . فإن التحديد القانوني تستخدمه المحاكم ، وهي بصدد اتخاذ قراراتها خصوصا عندما تواجهها مشكلة هل المتهم الذي ارتكب جريمة ما مسؤول عن فعلته المجرمة ، أم لا ؟ ويعتمد التحديد القانوني للسلوك المضطرب على الغرض من وراء وجود دليل على الإصابة النفسية . وعلى أي حال فإن التحديد القانوني لا يساعد على التعرف على أنماط السلوك المضطرب وينطوي استخدام مصطلحي المرض النفسي والمرض العقلي لدى غير المتخصصين متقابلين للكلمة الإنجليزية ( mental illness ) على قدر من الغموض والخلط ، وتسمح بعض التعريفات القاموسية بمثل هذا الخلط وعدم التحديد . فقاموس إنجلش وإنجلش يعرف هذا المصطلح بأنه اضطراب السلوك ، أو انهيار التوافق بدرجة تتطلب التدخل العلاجي ، أو آنه الاضطراب الذي يرجع لأسباب نفسية ، وينتج منه أعراض نفسية أو جسمية أو كلاهما معا ، بالإضافة إلى الأعراض السلوكية ومنعا لهذا الخلط ، يستخدم المتخصصون من الأطباء النفسيين و علماء النفس الإكلينيكليبين وغيرهم مصطلحين آخرين بديلا من المصطلحين السابقين . فيستخدمون العصاب( أو الأمراض العصابية ) كبديل من الأمراض النفسية التي تتسم بوجود صراعات داخلية ، وسهولة الاستشارة ، والحساسية الزائدة واضطرابات النوم وغيرها ، ويحدث ذلك دون المساس بترابط وتكامل الشخصية ، ويتحمل المريض المسؤولية كاملة و القيام بالواجبات كمواطن صالح ، والحياة و التجاوب مع الآخرين دون احتكاك واضح ، مع سلامة الإدراك واستبصار المرض بالا مهم والتحكم في الذات . و بيستخدمون مصطلح الذهان ( أو الأمراض الذهانية ) كبديل من مصطايح المريض العقلي ،