يؤ ّرخ النقد الغربي في أوائل القرن السابع عشر , ويرى بعضهم أنه في أواخر القرن السادس عشر كاألفالطونية والرواقية وقد ابتُكر بهدف تحاشي التماثل اللفظي الذي ظهر بفعل عدم القدرة على التمييز باللغة االنجليزية بين كلمة "ناقد" وكلمة م قال "درايدن" في مقدمة كتابه "حالة براءة" : بأن١٦٧٧ نتائج نقدي" وفي عام" . “معنى النقد هو المعنى الذي أسسه "أرسطو" و يعني : ”مقيا ٌس للحكم الجيّد م . ومع١٧١١ وقد استق ّر هذا المصطلح نهائيًا في مقالة "بوب" في النقد ؛ ذلك فقد استمر الخلط بين المصطلحات قائ ًما في القرن الثامن عشر , واشتقاق هذا التي تعني " يُصِد ُر ُحكًما " ومن " Krino " المصطلح أساساً من الكلمة اليونانية فقد وردت Kritikos التي تعني : قاضي ؛ وهي التي تتصل بنشاط الفصل . أو الحكم أو اتخاذ القرار إن اسم النقد األدبي في القديم يمارسه الفالسفة و البالغيون, مثل : أفالطون الذي بدأ بالنقد األدبي وأرسطو الذي مضى فيه ووسعه وعد رائداً فيه. وقد تكلم أفالطون في كتابه "الجمهورية" عن الشعر وعن الفروض النفسية واالجتماعية القائمة في أصله و مهمته من خالل نظرية "عالم المثل" . وأن العالم الدنيوي ليس إال تقليداً له و يرى أن الشاعر حين يقلد هذا العالم يبتعد عن الحقيقة ثالث خطوات. أما أرسطو فقد ج ّرد اتهامات أفالطون من مغزاها وحولها إلى وجهة جديدة واعتبر أن المحاكاة طبيعية عند اإلنسان ال يمكن أن توصف بأنها رديئة في ذاتها , و المحاكاة قد تنتج شعرا تراجيديا أو فكاهيًا أو ملحميًّا و ميّز كل هذه األنواع ثم واجه التهمة بأن الشعر ينبّه العواطف فقال إنه يصرف العواطف, أي يجد لها متنفسا ومخرجا وهذا هو التطهير بإثارة عاطفتي الخوف والشفقة فتهيئ مسرباً لالضطراب العاطفي وتحقق الرضا الجمالي في النفس وتبعث على الراحة والهدوء, ولعل ذلك هو المقصود بالتطهير. أما في العصور الوسطى فيبدو أن هذا المصطلح لم يَ ِرد إّال مصطل ًحا طبيًّا (بمعنى : خطير) وقد أُحَيي المعنى القديم في عصر النهضة ووجدت دعوات لتوسيع مفهوم هذا المصطلح, غير أن تغلغل المصطلح في اللهجات المحلية ظل بطيئا جدا ً. لقد سار تطّور المفردة في المدة بين العصر الكالسيكي وعصر النهضة بين مجالين مختلفين فأُعيدت دراسة األعمال األدبية و ظل النقد معنيًّا بتحقيق النصوص و إعادة و تصحيح ما تلف منها ؛ فظهرت كتب تشرح النظرية و توسع مفهوم النقد "حتى وصلت إلى معنى الفهم والحكم. وقد سعى القاضي االسكتلندي "لورد كينس ١٧٦٢ م إلى منح النقد في كتابه "عناصر النقد" مجاالً واسعًا للترابط مع علم النفس ؛ ثم طّور "آدم مولر" مفهوم وظيفة النقد حين توصل إلى وجهة نظر ذات نزعة تاريخية م في محاضراته إذ قال : «إن األدب عمليّة تطّوريّة على غرار أ ّي١٨٠٦ في عام كيان عضوي» ؛ لذا ازداد االهتمام بنظرية النقد في انجلترا و فرنسا بعد االهتمام .