مقدّمة: يعتبر المعجم من أهم روافد اللغة والمعرفة ويمثل ذاكرة الشعوب، وقد اعتنى اللغويون العرب بالمعجم من حيث المحتوى والهيكل منذ القرن الثاني الهجري حتى أنتجوا لنا معاجم تراثية زاخرة، فازدهرت الصناعة المعجمية العربية وتعددت مدارسها. ومع انتشار استعمال الحاسوب والشابكة (الإنترنت) وظهور اللسانيات الحاسوبية، فعرف المعجم الإلكتروني (أو الحاسوبي) تطوراً كبيرا على صعيد الهيكلة ومحتوى المداخل، وسرعة البحث عنها واسترجاعها، فتطورت هذه الصناعة بسرعة فائقة، وأصبحت تنافس بصفة جدية مثيلتها التي تنتج المعاجم الورقية. وانطلق هذا البحث من إشكالية أساسية، أهداف البحث: تسعى هذه الورقة البحثية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف،  تبيان أهمية اللسانيات الحاسوبية في الحفاظ على التراث المعجمي العربي، وتقريبه من الباحثين.  التعريف بـــــــ "موقع معاجم اللغة"، رسمنا خطة على النحو الآتي: 1- اللسانيات الحاسوبية وحوسبة المعاجم: 1- 1- اللسانيات الحاسوبية: مفهومها، 2- مشروع "موقع معاجم اللغة": خاتمة: نضمنها أهم نتائج البحث، 1- 1- اللسانيات الحاسوبية: مفهومها، ومجالاتها: فيقول: "إن اللسانيات الرتابية -الحاسوبية- ازدهرت في الوطن العربي في هذه الآونة، وتكاثر إلى حد ما الباحثون في هذا الميدان الذي تتلاقى فيه علوم الحاسوب وعلوم اللسان، وهو ميدان علمي تطبيقي واسع جدا كما هو معروف؛ كالترجمة الآلية والإصلاح الآلي للأخطاء المطبعية وتعليم الحاسوب" . نذكر أهمها: - جهود في حوسبة اللغة العربية تنشد استثمار إمكانيات الحاسوب والتطبيقات التي تتيحها في تعليم العربية وتعميمها، وتأسيس موقع لها في عصر الاتصال. نظرة إلى أفق المستقبل: وتتواتر هذه الأيام ندوات، ومؤلفات وبحوث عربية في هذا الحقل البيني: حقل اللغة والحاسوب، أو حقل العربية والحاسوب. وهي تتبصر في الظاهرة اللغوية "العربية" من الجوانب التي تقتضيها المعالجة الحاسوبية، وهي معالجة تنشد أن تودع في الحاسوب ما يستودعه العقل البشري من القواعد والمعطيات. وتنشد أن يصبح الحاسوب ذا كفاية أدائية منهجية تناظر كفاية الإنسان . واللسانيات الحاسوبية تبحث في مجالين أساسين هما: - المجال النظري: يبحث هذا المجال في الإطار النظري العميق، والقضايا اللسانيات النظرية البحتة، حيث تطور اللسانيات الحاسوبية نماذج صورية تستجمع وجوه الملكة اللغوية الإنسانية، وتترجمها إلى برامج حاسوبية، وتشكل هذه البرامج من وجه مقابل قاعدة لتقويم هذه النظريات وتطورها . - المجال التطبيقي: ویھتم هذا المجال "بالناتج العملي لنمذجة الاستعمال الإنساني للغة، وهو یهدف إلى إنتاج برامج ذات معرفة باللغة الإنسانية، وهذه البرامج مما تشتد الحاجة إليها لتحسين التفاعل بين الإنسان والآلة؛ إذ إن العقبة الأساسية في طريق هذا التفاعل بين الإنسان والحاسوب إنّما هي عقبة التواصل" . 1- 2- المعجم العربي المحوسب: أ) مفهومه: ومن أهم تطبيقات اللسانيات الحاسوبية المعجم الإلكتروني الذي يعد ثورة في مجال نشر اللغات وتداولها، وتيسير تعليمها وتعلمها، والتنقل بين الثقافات والدراسات اللغوية المختلفة؛ لقد اقتضاه هذا الموقع أن يقنن منهج الشرح المعجمي على نحو يتجاوز ما كان متعارفا من أمر المعجمات التقليدية. وأن الكمثرى فاكهة تؤكَل ولا تأكل، وأصبحت بيانات النحو المعجمي الوظيفي سبيلا إلى تحديد سلوك الكلمة في الجملة ؛ فنحن نتحدث عن حاسوب؛ ولكنه يمثل تحديا لأصحاب التخصص. وهو يندرج ضمن الذكاء الاصطناعي، بحيث على المعلوماتي أن يجعل الآلة تتعرف على الكلمة وخصائصها ضمن المستوى النحوي، والصرفي، والدلالي، والتداولي بشكل يحاكي طريقة الفهم البشري. إضافة أية معلومات تفيد المستخدم، مثل التعريف أو المصدر . ب) بناء المعاجم في ظل الهندسة الآلية: فقد أسهمت في بناء معاجم آلية مبنية وفق لغات برمجة متقدمة مثل XML/ Paython . إن تضخم المعلومات وتعقدها يتطلبان سرعة ودقة في تجميعها، وتحليلها، والاستخلاص، والتحليل عن ملاحقة هذا الكم الهائل والمتراكم من المعلومات التي تنهال علينا من مصادر عديدة ومتباينة، حيث تمثل المعطيات المصوغة لغويا القسم الأكبر من فيض المعلومات . ونلاحظ من خلال البحث في ميدان اللسانيات الحاسوبية أنه شهد تقدما متسارعا في السنوات الماضية، مما ساعد على بروز تطبيقات عملية استفادت من نتائج تلك الأبحاث بشكل مباشر، وفي مجالات شتى، لعل أبرزها تطبيقات التخاطب مع الآلة، المسماة: المساعد الشخصي الذكي. وعشرات الأنظمة المشابهة التي تجمع عددا من مستويات المعالجة اللغوية في تطبيق واحد، ومن هنا تبرز أهمية وجود مدخل إلى اللسانيات الحاسوبية باللغة العربية . وللإنسان فهم وليس للحاسوب حتى الآن فهم" . ج) أهمية حوسبة المعاجم: وقارناه بواقع صناعة معاجمنا العربية، خاصة الإلكترونية منها: والعرض باستعمال وسائل متعددة الوسائط. 2- مشروع "موقع معاجم اللغة": وكان أول إطلاق لهذا المشروع سنة 2012م، فمن القديمة، وتاج اللغة وصحاح العربية لإسماعيل بن حماد الجوهري، والملاحظ على هذه المعاجم أنها كلها تنتمي للمدرسة الثقفية، وهي التي ترتب موادها المعجمية على الترتيب الألفبائي بحسب أواخر الجذور. ومن المعاجم الحديثة: المعجم الوسيط الصادر عن مؤسسة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وقد صدرت طبعته الأولى سنة 1960، ثم تحول إلى (maajim. com)، حيث تم إضافة معاجم أخرى إلى "لسان العرب " كمختار الصحاح، والمعجم الوسيط، ثم تاج اللغة وصحاح العربية لاحقا، ومعجم اللغة العربية المعاصرة. ولا يزال باب الموقع مفتوحا للارتقاء به نحو الأفضل. ويضم الموقع اختبارات متنوعة في اللغة العربية وقواعدها، إلى جانب العديد من الألعاب التعليمية اللغوية المُعززة بالصور والفيديوهات، و"سؤال وجواب" و "مقالات" . مثل: لسان العرب، وأجمل المقولات والحكم والأقوال، أقوال مأثورة، ومقولات تاريخية، ومقولات عن الحياة، ومقولات مشهورة عن الحرية، ومقولات جميلة عن المرأة . ويوفر لنا الموقع أداة للبحث عن أي مفردة من مفردات اللغة العربية، يعرض لك الموقع كل ما ورد في المعاجم المحوسبة التي تضمنها الموقع، والمتوفرة فيه . 2- أيقونة معجم عربي-عربي: موقع لمعجم عربي-عربي يجمع أفضل وأشمل معاجم اللغة العربية، والوسيط، وتاج العروس ، وعند النقر على هذه الأيقونة نجد الخانة الخاصة بالبحث عن معنى الكلمة في المعاجم العربية المحوسبة في هذا الموقع. وقد أدرجنا مثال كلمة "خيل" في أيقونة البحث كما هو مبين في الصورة (أسفله)، ومعجم اللغة العربية المعاصرة، ومعجم مختار الصحاح، ومعجم تاج العروس، ومعجم لسان العرب، نضغط على زر عرض المزيد، الشكل3: نتائج معاني كلمة (الخيل) في المعاجم المحوسبة في الموقع وهي: قاموس عربي إنجليزي، وقاموس عربي فرنسي، وقاموس عربي دنماركي. أنظر الصورة (أسفله). الشكل4: واجهة المعجم عربي-أجنبي 5-أيقونة سؤال وجواب: • يمكنك طرح الأسئلة وتلقي الإجابات من الأعضاء الآخرين. وهي موضحة في الشكل (5). 5- خاتمة: ويتمثل في مشروع "موقع معاجم اللغة" الذي يعدّ من أهم المشاريع الرائدة في هذا المضمار، وهي كالآتي: