يُخطئ من يعتقد زوال "شريعة الغاب" مع الحضارة الحديثة، فالصراعات مستمرة وإن تغيرت أشكالها. بدأت بنزاعات قبلية، ثم بين دويلات وإمبراطوريات، ودول قومية، ثم إيديولوجيات. بعد الحرب الباردة، تحولت الصراعات إلى صراع بين الحضارات، كما يرى هنغتنتون، مدفوعًا بالإيمان والانتماء لا المصالح. أحداث 11 سبتمبر عززت هذه الفكرة، محذرًا الغرب من صدامات محتملة مع حضارات أخرى (غربية، إسلامية، كونفوشيوسية، يابانية، هندية، سلافية أرثوذكسية، أمريكية لاتينية، وربما إفريقية). ويرى هنغتنتون هيمنة الغرب وقيمه، لكنه يتوقع ردود فعل قوية ضد هذه الهيمنة. المشكلة تكمن ليس فقط في تمسك الشعوب بقيمها، بل في سوء تطبيقها وتشويهها، مما يخلق تناقضًا بين جوهر القيم وخصوصية كل حضارة، وبين التعامل المزدوج عالميًا.