فإ َّن العـالَم المعاصـر یشھد مجموعـةً مـن التحولات المتسـارعة في مجـال الاتصـال وتقنیـة المعلومـات؛ مـا جعـل العالَم "قریةً صغیرةً"، تضمحل فیھا المسافات والحدود، وتنتقل فیھا المعلومات إلى سائر أنحاء المعمورة في لمح البصر.ولا شك أن ھذه التغیرات لھا تأثیر مباشـر في اللغة العربیة، فلا یُنكر أحد ما أَْسدَتْه التكنولوجیا الحدیثة من خدمات جَّمة للغة العربیة على صعید توفیر أدوات وتطبیقا ٍت إلكترونیة حافََظت على فكرة تعلیم العربیة بالاعتماد على المبنى العربيِ الفصیح، والتي اھتمت بالقواعد اللغویة السلیمة، و ُطرق الكتابة الإملائیة الصحیحة]1[.ِمن ھنا تأتي ھذه المقالة المرَّكزة لتسلیط الضوء على الدور السلبي الذي تضطلع بھ ھذه الوسائل فیما یخص استخدام اللغة العربیة، وبعض الأسباب الكامنة ِمن ورائه ومقترحة بعَض الحلول.المحور الأول: وسائل التواصل الاجتماعي وتدھور استخدام اللغة العربیة: المظاھر والأسباب:تنتشر الیوم في مختلف مناطق العالَم مواق ُع تُع َرف باسم وسائ ِل التواصل الاجتماع ّيِ، أو الإعلام الجدید كما یحلو للبعض تسمیتُھا، ونذكر منھا: الفیسبوك )facebook(، واللینكد إن )linkedin(، والأنستغرام )instagram(،