تعد جودة الحياة في العمل من العوامل الرئيسية التي تؤثر على سلوك الموظفين داخل المؤسسات، حيث تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز سلوك المواطنة التنظيمية، وهو السلوك الإيجابي الذي يتجاوز المهام الوظيفية الرسمية ويساهم في تحسين بيئة العمل وتعزيز التعاون بين الأفراد.عندما يشعر الموظفون بالراحة النفسية والأمان الوظيفي، ويجدون بيئة عمل داعمة توفر لهم فرصًا للنمو والتطوير، فإنهم يصبحون أكثر استعدادًا للمساهمة في نجاح المنظمة، سواء من خلال تقديم المساعدة لزملائهم، أو المشاركة الفعالة في تحسين بيئة العمل، أو إظهار روح المبادرة والمسؤولية. هذا السلوك لا يعزز فقط أداء المؤسسة، لكنه يخلق جوًا من الثقة والتفاعل الإيجابي الذي يعزز الانتماء المؤسسي. فإن جودة الحياة الوظيفية تشمل عدة عناصر، والتوازن بين العمل والحياة الشخصية، وتوفير بيئة صحية وآمنة، وكل هذه العوامل تساهم في تحفيز الموظفين على تبني سلوك المواطنة التنظيمية. فكلما زادت جودة حياة العمل، زاد استعداد الموظفين للانخراط في أنشطة إيجابية تعزز من نجاح المؤسسة، مما يؤدي إلى تعزيز الأداء العام وتحقيق الأهداف التنظيمية بكفاءة أكبر.لذا، يمكن القول إن جودة الحياة في العمل ليست مجرد مفهوم إداري،