أخذ الله - عز وجل - العهد والميثاق " على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى عيسى عليهما السلام لما أتى الله أحدهم من كتاب وحكمة وبلغ أي مبلغ ثم بعث محمد بن عبد الله ﷺ ليؤمنن به ولينصرنه ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباعه ونصرته، كما أمرهم أن يأخذوا هذا الميثاق على أممهم لئن بعث محمد له وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه " . قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ ميثاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كتاب وَحِكْمَةِ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( سورة آل عمران: الآية (۸۱)». يُخْبِرُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ أَخَذَ المِيثَاقَ عَلَى كُلِّ نَبِيٍّ بَعَثَهُ مِنْ لَدُنء آدَمَ ، وَبَلَغَ أَيَّ مَبْلَغ ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولٌ بَعْدَهُ فَإِنَّ عَلَيْهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِهِ وَيَنْصُرَهُ ، وَمِنْ نُصْرَتِهِ . وَقَالَ اللَّهُ لِلأَنْبِيَاءِ : أَأَقْرَرْتُمْ بِذلِكَ ، وَعَاهَدْتُمُونِي عَهْداً وثيقاً مُؤَكَّداً؟ قَالُوا : أَقْرَرْنَا . أُمَمَهُمْ بِهَذَا العَهْدِ ، وَيَنْصُرُوهُ ، وَفَاءً وَاتَّبَاعاً بِمَا الْتَرَمَ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ قال علي بن أبي طالب وابن عباس - رضي الله عنهم -: «ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه ميثاق لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، أئمة التفسير . عَنْ جَابِرِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله عنه، أَتَى النَّبي -- بكتـــاب أَصَابَهُ مِنْ بَعْضٍ أَهْلِ الْكُتَابِ، فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ - فَغَضِبَ، فَقَالَ: "أَمْتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَني. وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضى الله عنه ، فَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، أَوْ تُكَذِّبُوا بِحَقِّ،