مسر الخوف المقدس والمسرح المصرى عصام عبد العزيز التحريم أو المحرمات أو التابو أو الخوف والقرآن. كل هذه الكلمات تحمل في داخلها معانى بعض التابوهات التي جاءت فى سورة المائدة ، الآية شعائرية ، الثالثة: ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة خوفا من حلول اللعنة أو الخطيئة الشعائرية على الأفراد الذين يمارسون هذه التحريمات ، أو على المجتمع ، أو وما أكل السبع إلا ماذكيتم وما ذبح على النصب وأن على الاثنين معا. حين تنتهك حدود هذه المحرمات. ؛ وعلى ذلك تعد هذه الأشياء محرمات طبقا للشريعة الإسلامية. وأصل كلمة تابو كلمة بولينيزية عرفها الرحالة الموضوعات التي تتعرض للزواج والطلاق والميراث. جيمس كوك في ۱۷۷۷ ، فضلا عن أنه قد فرض الأنثروبولوجيا والفولكلور ، وفى العلوم الاجتماعية. كثيراً من التحريمات الأخرى التي تهدف جميعها إلى وتجمع هذه الكلمة بين صفات القداسة الشعائرية التي تنظيم حياة الإنسان في المجتمع الإسلامي. تتصف بها الأفعال أو الأشياء التي تعد تابو ، والتحريم والحظر الذى يُفرض على الناس تجاه هذه الأفعال أو وجدنا أن مسرحية الإسلامية المهمة على المسرح حظرا تاما ؛ ذلك لأن إن توفيق الحكيم يمسرح حياة النبي و محمد. لاتبيح ظهور هذه الشخصيات الإسلامية وهو يعلم جيدا أنها لن ترى النور فوق خشبة المسرح والأنبياء على خشبة المسرح ، أو على شاشة السينما لأنها المصرى بخاصة ، وظهورها على الحكيم نفسه يؤكد أنها محاولة أدبية أكثر من كونها المسرح بعد انتهاكا للمقدسات ، مسرحية. الشريف. وفي مسرحية و إله إسرائيل ، لباكثير ، نبي اليهود ، فضلا عن الإثارة إظهارها على خشبة المسرح. ولذلك نجد أن هناك فارقا المتكررة لمشكلة عدم السماح بعرض هذه المسرحيات على جوهريا وأساسيا بين مسرحية و موسى ، وعلى سبيل المثال فإن شخصية موسى الكاتب المجرى ، ومسرحية باكثير و إله إسرائيل. عند باكثير ، لاتظهر طوال المسرحية على خشبة وهذا الفارق إنما يعود إلى فارق جوهرى بين طريقة المسرح ، بل تسمع صوته وهو يتحدث من خيمته أو تری ظهره فحسب. وحتى هذا محرم كذلك ؛ الذي تسمع صوته ولا تراه في هذه المسرحية. التفكير الغربي وطريقة تفكير العقلية الإسلامية. إنه الشخصية الرئيسية في هذا العرض المجرى ، ويتحدث باكثير في مقدمة مسرحيته وإله إسرائيل ، مشيرا إلى هذه المشكلة ، فيقول:. إجلالا لمقام الأنبياء عليهم السلام ، ولقد أرهقني ذلك شيئا كثيرا ، غير أنني كسبت به أن المسرحية أصبح في الإمكان تمثيلها على المسرح دون أن تثير اعتراض المتحرجين من رجال الدين). كذلك قدمت- في العصور القديمة والحديثة- شخصية السيد المسيح نفسه على مسارح أوروبا وأمريكا. ولنذكر هنا ذلك الإخراج الرائع الذي قام به جيم شرمان ، لتم رايس ، و هكذا المسيح في معالجة حديثة تكشف لنا رؤية خاصة التابوهات ، مستندة إلى أوامر مقدسة صادرة عن الكاهن أو الساحر ذلك لأنها تصور الأنبياء والشخصيات الإسلامية أبو مستمدة من الكتب المقدمة ، مثل التوراة والإنجيل المهمة ، وتحاول إظهارهم على خشبة المسرح ، الأمر هذه الأشياء نفسها. و محمد ، لتوفيق الحكيم ، ومسرحية و إله إسرائيل ، أما الكاتب المسرحى المصرى فإنه. تظهر شخصية الحسين الذي اس كربلاء ، وأصبح استشهاده مصدر أ أسى للمسلمين إلى يومنا هذا. وعندما قدم المسرحية أحد النقاد العرب. وهو الأستاذ على الكورانى ، مؤكدا أن بعض علماء الدين الإسلامي قد أجازوا بعض التمثيليات الإسلامية. وقد أجاز علماء النجف التمثيليات عصام عبد العزيز وهى فعلا تستعمل في مناطق العراق اليونانية. وذلك بوصفها احتفالات دينية يدعو إليها الناس ويشرف على لانبثاق المسرح الإغريق من الأساطير الدينية والعقائد بعضها العلماء. هكذا تكلم الوثنية ، الأمر الذي حتى معه العرب أن ينتقل إلى حارب الأصنام والتماثيل وأمعن في محاربتها وشع على لكان محتما أن تقضى عليه تعاليم العقيدة الحديثة وهى عبادها. وكسر ما كان منها في الكعبة ، وكره التصوير العقيدة الإسلامية ، ولذلك فلم يتم التصوير والتمثيل في الإسلام الحسين ، أن تؤدى نفعا للقراء يفوق نفعها فى التمثيل. ومن التوحيد ، و يناهض الوثنية ويحطم أربابها. ويعمل نموا كافيا. إلى تقليد هذا العمل الوثنى. إذ إنهم لم يدركوا مفهوم- كتب يقول: لا لقد حاولت من خلالها أن أقدم القارئ عصرنا ولمشاهد المسرح كما ينبغى ولم يستوعبوه بما هو عليه. فعندما عمل مفكرو العرب على ترجمة روائع كتب الإغريق. وكتب فيه. ترجموا كلمة تراجيديا على كله. وقد قدم الشرقاوى مع شخصية الحسين أنها شعر المديح. شخصیات زينب وسكينة وزين العابدين. وكل هذه الشخصيات شخصيات تابو بالنسبة للظهور على المسرح. وقد رفضت الرقابة والأزهر الشريف. في عام ۱۹۷۲. عرض المسرحية. حتى بعد إجراء البروفات. أولا فهى نزعة وثنية لم يكن المسرح ، لأنها شخصيات مقدمة. وذلك الإسلام ليقبلها ، والمسرح إن العمل المسرحي مازال ينظر إليه على أنه المسرح فإنه يمكن مطالعته. ومن ناحية أخرى فإنه إذا كان المسرح قد ارتبط بالأساطير الوثنية كما حدث في المسرح الإغريق ثم تطور بعد ذلك وفارق أصوله الوثنية ، ينبغى محاربته والقضاء أو من الأداء التمثيلي يرتبط ارتباطا وثيقا بالوثنية القديمة عليه. هو أن فن المسرح. والأساطير الأجنبية المغرقة في الإلحاد ، إذ إن الفكر الإسلامى ينادى بعبادة الله الواحد. وعندما عمل العرب على ترجمة كثير من الكتب أن الإسلام لم تتطور تطورا شعائر يا خاصا يسفر عن ظهور طقوس وشعائر درامية تؤدى إلى نشوء فن التمثيل كما نشأ عند الإغريق من الشعائر الديونيسية على الرغم من العرب في الجاهلية ، ويرى زكي طليمات أننا حتى إذا افترضنا أنه كان إذن أن يرمق بعين النفور تلك الفنون التشكيلية القائمة على تقبل عبادة مظاهر الطبيعة في الإنسان والحيوان والنبات. والحقيقة أن الخوف النابع من التابو أو التحريم لم 1 قد قطع الطريق بين المعبد ( الوثني) والإنسان المسلم الجديد ، كما أحل السلام بين الإنسان يشمل فن المسرح فحسب ، وكان لابد من البحث عن صيغة فنية جديدة تحقق الأهداف نفسها التي وجدت الدراما لتحقيقها ، فقد وجد التصوير العربى معارضة كبيرة خشية ارتداد الناس ، عن طريق الرسوم الحائطية ، وعن طريق التماثيل ، إلى عهود الوثنية ، لأن العرب كانوا يعبدون الأصنام ويقدسونها. ولقد روى عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال أن ويعبر الدكتور عبد الحليم محمود عن الفرق يحكها فإن لم يقدر خرج ، مارواه أسامة بن زيد حين قال يتصوره ، ه دخلت مع رسول الله الكعبة ، فرأى فيها صوراً فأمرنى. وثنية ، ؛ لأنها تصدر عن العقل لا عن الوحى ؛ وكل أن آتيه بدلو فيه ماء ، فجعل يبل الثوب ويضرب به ا فكرة تصدر عن العقل لا الوحى في عالم ماوراء الطبيعة ، أى فى عالم العقيدة ، إنما هي فكرة وثنية. ويقول « قاتل الله قوما يصورون مالا لأن عالم العقيدة إنما هو من اختصاص الله ، ييّنه على لسان رسله ، إنما هو تدخل فيا ليس للإنسان التدخل فيه ، لأنه اقتحام لساحة محرمة مقدسة لا ينبغي أن يدخلها الإنسان إلا دخول الساجد الخاشع الخاضع المسلم لما جاء به الوحي الإلهي. ومن هنا ترى اختفاء الصراع بين الإنسان وخالقه ؛ ونرى ذلك واضحا فما جاء في العهد القديم عندما خاطب الرب موسى قائلا في سفر التثنية. الإصحاح الخامس: ولا تصنع لك تمثالا منحوتا صورة ما عما في السماء من فوق وما في الأرض من أسفل وما في الماء من تحت الأرض. الآلهة. عصام عبد العزيز النفوس ولكنه يستخدم عقله في الفهم ومراقبة ثقيلاً. ربه ، ولذلك قلي يغامر الفلاح المصرى في أعماله وحين ثار برومنيوس الإغريقي ضد زيوس الزراعية على وجه الخصوص. بل يختار لها أنسب وجبروته ، پرومتیوس مقيدا). كانت هذه الثورة هي لب الموضوع التراجيدي في هذه المسرحية- الخوف المقدس والمسرح المصرى واستشهاده) التي يطلق عليها اسم التعزية). وذلك لأن العقلية الإسلامية قد رفضت تمثيل أو محاكاة الشخصيات الأبية. ورزهاً الذي أرخ لتاريخ المسرح العربى ، أنه عندما كون أبو خليل القباني الإسلامية المهمة ، بل إن البعض قد وصل به الأمر إلى فرقته التمثيلية في سوريا توالت حملات الشيوخ عليه حتى لقد رحل أحد الشيوخ ، وهو الشيخ عقل ومنطق محكمين وشعور جدى بالمسئولية. وفى مثل سعيد الغبراء. إلى الآستانة ، وانتهز فرصة وجود هذا المجتمع الذى يسوده المنطق لا مكان للعقل السلطان عبد الحميد الثانى في المسجد لأداء صلاة الجمعة ، فإن الفسق والفجور. لأن التراجيديا تصور بطلا أخطأ أو أثم ثم تراه شخصا خاضعا لله ولقدره. لا يسمح لها كان المفهوم الخاطئ عن المسرح ووظيفته ، حد الربط بين شعائر التعزية هذه والشعائر الوثنية التي كانت تقام قبل الإسلام. وأود أن أشير إلى أن استمرار عروض التعزية- في العراق وإيران- إنما يرجع أماما إلى أنها كانت دراما شعبية وعروضاً مسرحية يؤديها الشعب ويرعاها ومن ناحية أخرى ترى أن التقليد أو التمثيل كان قد تفشيا في الشام ، محرما دينيا ( أى أنه كان يعد تابو) من وجهة نظر فقهاء الفضيلة ، وود الشرف ، واختلطت النساء مع العروض الشعبية ، لأن التمثيل أو المحاكاة اعتراض على الرجال. الإسلامية السامية ، وخصوصا في لحظات الآلام وخالقه ؛ فالمسلم يضع حريته الشخصية جانبا ويسخرها الخالق في خلقه. فالإنسان في الدين الإسلامي من صنع والعذاب والمعاناة والاستشهاد في سبيل الدعوة العبادة الله ، بل هو يؤمن إيمانا شديدا بأن إرادته ليست الله ، وأى انتقاد له إنما يحمل في طياته انتقادا لصانعه. أى أن هذه العروض الشعبية كانت تؤدى الاجزءا من إرادة الله. حتى وإن بعيدا عن المسارح التقليدية التي يرعبها ( التابو) ويغلها: الإسلام هو مفهوم يمنع وقوع أي صراع درامي أو كما كان يمثل وجه الشخص نفسه ، فهو أيضا في مثل نتج عن ارتباطه بالتعصب الديني ، من أشد الجوانب وكانت شخصية الحسين تؤدى فى هذه التعازي المقدسة برى المستشرق الفرنسي جاك بيرك أن الشخصية هذا السياق- تشويه في مخلوق لله. ولم إذ يظهر أمام الناس من يؤدى دور الحسين ومن يؤدى الإسلامية التقليدية تنتسب لنظام الكون وتتوافق معه: فالتشخيص والتجسيم لا مجال لهما في المجتمع الإسلامي. يقتصر هذا المفهوم على المسرح فحسب. بل وصل الأمر في أحد لذلك فهى تهرب من مواجهة الكثير من ألوان العذاب ولذلك كله ترى أن جميع الدارسين يجعلون فن السينما كذلك النصوص القديمة إلى محاكاة شخصية ( النبي محمد صلى والألم ومن مواجهة الكثير من المشكلات: « إنها سعيدة العوامل الدينية هي الأسباب الأساسية التي أجلها ففي عامی ۱۹۲۶ و ۱۹۲۷. وإضفاء سعادة التوافق. ويذهبون إلى أنه كما الدين بالأزهر الشريف مفهوم السينما في مصر خشية طابع القداسة والطهارة الشعائرية على العرض كله من المعنى نفسه عندما ترى أن الإنسان العربي المسلم يحيا في حاربت الكنيسة المسرح في العصور الوسطى فقد حارب الشعور بالامتهان وعدم الاحترام عندما تصل الأمور إلى ناحية ، ولتصوير النبي وهو يخفف من آلام الحسين سلام مع الله الواحد ويعيش في استسلام للقدر ؛ كذلك رجال الدين في العالم الإسلامي المسرح في القرن الشهيد من ناحية أخرى. حد ظهور النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم) على وبذلك لا يجد المسرح والدراما بيئة طبيعية في إيمان التاسع عشر. أو ظهور أصحاب النبي وسلالته والخلفاء الراشدين والشخصيات الدينية الإسلامية البارزة ، العرب ومعتقداتهم ، وكل شي واضح أمام جلال الله. الآلهة من عن الموضوعات ذات الطبيعة الدينية المقدسة وفى مؤتمر الحلف الإسلامي ، أصدر أعضاء الحلف توجيها ، يطلبون فيه من جميع الحكومات الإسلامية أن إذا كان فن المسرح الذي أخذناه عن أوربا قد ابتدأ في بيروت ثم انتقل إلى فالإسلام قد فرض عبادة الرب الواحد. على وسوريا إلى مصر مع الفرق التمثيلية ، كفرا ، ومن هنا رفض العقل تعصب الحكام الأتراك الذين رأوا في فن التمثيل خروج خطيراً. العربي الدراما الإغريقية بموضوعاتها الوثنية التي تدور على الدين الإسلامي. وحتى عندما أنشئت فرق تمثيلية حول الصراعات والتمرد على القدر. في سوريا ، قدم شيوخ دمشق احتجاجا إلى الوالى ، جاء ويذهب الدكتور لويس عوض إلى وجهة أخرى فيه أن وجود التمثيل في البلاد السورية ، أمر تعافه وأقصد بها محاولات تمثيل آلام الحسين وفى نص المؤلف غير معروف. يرجع تاريخه إلى ما قبل عام ۱۸۰۰ ميلادية ، كما أنها تثبت أن محاكاة الشخصيات الإسلامية الكبرى لا يقلل من قداستها أو يدنسها. وإليكم هذا المشهد الأخير الذي يصور « شمر. و قاتل الحسين. بل والنبي محمداً صلى الله عليه وسلم: أنا الذى اشتهر حنجره يسفك الدماء ، ولست أهم بأهوال يوم الفصل فإلى إنما أعبد يزيد ( الخليفة الأموى) ولست أخاف الله: إلى الأستطيع أن أجعل عرش الله الكبير بهتر ويرتجف. أنا وحدى الذى يستطيع أن يجتر رأس الحسين بن على. أنا الذي ليس له من الإسلام نصيب الأخرين بنعل صدر الحسين ذلك الوعاء الذي يحمل علم الله ، دون أن أخشى أى جزاء. الحسين: أواه!! كم تؤلمنى الجراح التي تسببها السهام والخناجر ، الحسين من أجلي. ولكن ولدى الأكبر ليس معى كم أتمنى على الله لو كان جدى النبي هنا ایرانی لقد جئت لأشهد العظيم. الحسين: إلى إذ أرى استشهاد على الأكبر سببا في سعادة أمتك ، وإذ أرى فيما يلم في الآن من متاعب راحة لك ، أمتك النبي: لا تحزن يا حفيدى العزيز ، فإنك ستكون شفيعا أنت أيضا في ذلك اليوم. إذ إن تفسيرات المسيطرين على الدين تفاعل حميمة. ومنتمية إليه. تلك النظرة التي ترى إن ما أريد أن أؤكده الآن أن الدين الإسلامي لم يحرم الفن بصفة عامة أوفن المسرح بصفة خاصة ؛