تتميز شمال إفريقيا، و الجزائر خصوصًا، بتعمير قديم، يشهده وجود مواقع أثرية غنية كعين الحنش. فقد عُثر في موقع عين الحنش بالقلعة الزرقاء (شمال شرق العلمة بولاية سطيف) على كرات حجرية أثارت جدلًا حول طبيعتها: هل هي طبيعية أم من صنع الإنسان؟ أكد باحثون، منهم كايو، و Ballot، على صنعها البشري، معتبراً Ballot إياها "أول آثار معروفة تدل على ميلاد ذكاء غير حيواني". يمثل العصر الحجري القديم الثاني صناعة الشظايا، مع ظهور ثقافة العاترية ( نسبة لبئر العاتر بتبسة) والثقافة الوهرانية المعاصرة للقفصية. اختلفت ظروف المشرق عن المغرب، فكان الطابع الزراعي سائدًا في المشرق بينما كان الرعوي مميزًا للمغرب خلال العصر الحجري الحديث، الذي شهد استقرارًا ماديًا وفكريًا، وظهور الفخار، وأدوات الزينة من القواقع، ورسومًا ونقوشًا على بيض النعام والصخور، ربما لأغراض سحرية. اعتمد البربر على الصيد في البداية، ثمّ الزراعة وتربية المواشي (أبقار، أغنام، خيول، ماعز)، مفضلين الاستقرار أو التنقل بين السهول والجبال، مع ملكية جماعية تطورت إلى خاصة في عهد ملوكهم. اكتشفت في الجزائر بقايا سجادات، وحلي معدنية (خلاخل، أساور) مشابهة لتلك الموجودة في المغرب وإفريقيا، وكانت الملابس جلدية، كما تدل الرسومات الصخرية.