يطلق الآن لقب الساميين على الشعوب الآرامية والفينيقية والعبرية والعربية واليمنية والبابلية ـ الأشورية وما انحدر من هذه الشعوب. وأول من استخدم هذا الوصف في إطلاقه على الشعوب السابقة العالم الألماني شلوتزر Schlozer في أواخر القرن الثامن عشر ، وقد اقتبسه مما ورد في سفر التكوين بصدد أولاد نوح الثلاثة «سام وحام ويافث» والشعوب التي انحدرت من كل ولد منهم ، فقد ذكر هذا السفر أن أولاد سام هم عيلام وأشور وأرفكشاد ولود وآرام ، وأنه قد ولد لأرفكشاد شیلاش ولشيلاش عابر أبو العبريين . غير أنه يلاحظ أن سفر التكوين قد اعتمد في تقسيمه هذا على الروابط السياسية والثقافية والجغرافية أكثر من اعتماده على صلات القرابة والروابط الشعبية ،الليديين Lydiens والعــلاميين Elyméens من السـامـيين ، لشـدة امـتـزاجـهم بالأشوريين وخضوعهم لسلطانهم السياسي ، مع أنهما من الناحية الشعبية أجنبيان عن الشعوب السامية وأجنبيان أحدهما عن الآخر ، فالعيلاميون يغلب على الظن أنهم من جنس إيراني ، والليـديـون غـيـر معـروفي الأصل ،وأنه لا يجمعهم بالعيلاميين أصل قريب ، وعلى هذا الأساس أيضا اعتبر السفر السابق الفينيقيين من الشعوب الحامية لتعدد الصلات السياسية والثقافية التي كانت تربطهم بالشـعـوب الحامية المصرية والبربرية ولما كان بينهم وبين الـعـبـريين مـن عـداء وحـروب ولاختلافهم عنهم في النظم الاجتماعية وشئون السياسة والدين ،الساميين نسبا وأقربهم رحما إلى العبريين أنفسهم .ومع ذلك لم يجد العلماء غضاضة في اقتباس كلمة الساميين عن هذا السـفـر ، ولكنهم لم يجاروه في استخدامها بل أخرجوا من نطاقها القديم جميع الشعوب التي ظهر لهم أنها أجنبية عن الساميين ، وأضافوا إليها الشعوب السامية التي سكت عنها حتى استقر مدلولها في عرفهم على الوجه الذي أشرنا إليه في صدر هذه الفقرة .