بعث الله تبارك وتعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وسكب في قلبه من العلم والحلم وفي خلقه من الإيناس والبر وفي طبعه من السهولة والرفق وفي يده من السخاوة والندى ما جعله أزكى عباد الله رحمة وأوسعهم عاطفة وأرحبهم صدرا. قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (۱۰۷) سورة الأنبياء ». بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (۱۲۸) سورة التوبة. فجاءت شريعته مبنية على التيسير والسهولة والتخفيف والرحمة ورفع الحرج والآصار والأغلال ما يلائم اختلاف الأجيال وحاجات العصور وشتى البقاع. وحصول المفسدة المترتبة على الوصال وهي الملل من العبادة والتعرّض للتقصير في بعض وظائف الدين. بينما كان ذلك مباحا له خصوصية له دون أمته. فَعَنْ أَنَسِ - رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم54 - قَالَ « لَا تُوَاصِلُوا » . قَالُوا إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ « لَسْتُ كَأَحَدٍ عنه مِنْكُمْ ، إِنِّي أَطْعَمُ وَأَسْقَى ، أَوْ إِنِّي أَبيتُ أَطْعَمُ وَأَسْقَى وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم- عَنِ الْوِصالِ ، رَحْمَةً لَهُمْ فَقَالُوا إِنَّكَ تُوَاصِلُ ، قَالَ « إِنِّى لَسْتُ كَهَيْتَتِكُمْ ، إِنِّي يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينَ » قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : واستدل بمجموع هذه الأحاديث على ان الوصال من خصائصه صلى الله عليه وسلم. وعلى أن غيره ممنوع منه إلا ما وقع فيه الترخيص من الإذن فيه إلى السحر. ‏وقال النووي :قال الخطابي :وغيره من أصحابنا الوصال من الخصائص التي أبيحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمت على الأمة