ﯾﻳسعى ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلفصل إﺇلى تحلﯿﻴل اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ، ٬ اﺍعتمادﺩاﺍ على فرضﯿﻴة ٬1 وﻭخلاصتﮭﻬا أﺃنﻥ اﺍلكلمة اﺍلمنطوقة في اﺍلوعي اﺍلعامﻡ للثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة2 تحمل قوةﺓ في ذﺫاﺍتﮭﻬا، ٬ وﻭلكنﮭﻬا أﺃسلوبﺏ للفعل اﺍلمادﺩيﻱ في اﺍلعالم، ٬ وﻭھﮪﮬﻫو ما ناقشﮫﻪ أﺃوﻭنج في إﺇطﻁارﺭ تحلﯿﻴلﮫﻪ للدﯾﻳنامﯿﻴاتﺕ اﺍلنفسﯿﻴة للثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة. وﻭسنبدأﺃ بتحدﯾﻳد اﺍلإطﻁارﺭ اﺍلنظريﻱ اﺍلمستمد من أﺃوﻭنج، ٬ ثم تطبﯿﻴق اﺍلفرضﯿﻴة اﺍلسابقة على اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ، ٬ لما ﯾﻳتجلى فﯿﻴﮭﻬا من علاقة تفاعل بﯿﻴن اﺍلشاعر وﻭإﺇحدىﻯ مفردﺩاﺍتﺕ اﺍلعالم اﺍلمادﺩيﻱ من حولﮫﻪ )اﺍلطلل( تسعى لتغﯿﻴﯿﻴر حالة اﺍلطلل؛ أﺃيﻱ للفعل اﺍلمادﺩيﻱ فﯿﻴﮫﻪ وﻭذﺫلك عبر اﺍلكلمة بصورﺭةﺓ أﺃساسﯿﻴة. وﻭمن اﺍلمﮭﻬم اﺍلإشارﺭةﺓ إﺇلى أﺃنﻥ اﺍلتحلﯿﻴل لن ﯾﻳتوقف عند حدوﻭدﺩ اﺍلأبﯿﻴاتﺕ اﺍلتي تم اﺍلتعارﺭفﻑ علﯿﻴﮭﻬا بوصفﮭﻬا اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة، ٬ لما أﺃظﻅنﮫﻪ من أﺃثر ممتد لأبﯿﻴاتﺕ اﺍلطلل فﯿﻴما ﯾﻳبدأﺃ أﺃوﻭنج تحلﯿﻴلﮫﻪ للسماتﺕ اﺍلنفسﯿﻴة للشفﮭﻬﯿﻴة بتحدﯾﻳد وﻭضعﯿﻴة اﺍلكلمة وﻭمكانتﮭﻬا في اﺍلثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة بقولﮫﻪ : ٬ وﻭعلى اﺍلأرﺭجح كلﮭﻬا، اﺍلكلماتﺕ بوصفﮭﻬا ذﺫاﺍتﺕ قوةﺓ تأثﯿﻴر سحرﯾﻳة ھﮪﮬﻫذهﻩ اﺍلنظرةﺓ ترتبط على اﺍلأقل في لاوﻭعﯿﻴﮭﻬم بإحساسﮭﻬم بﮭﻬا من حﯿﻴث ھﮪﮬﻫي بالضروﻭرﺭةﺓ منطوقة، ھﮪﮬﻫذاﺍ في حﯿﻴن ﯾﻳنسى اﺍلشعب اﺍلمستوعب للطباعة بعمق أﺃنﻥ ﯾﻳنظر إﺇلى اﺍلكلماتﺕ على أﺃنﮭﻬا شفاھﮪﮬﻫﯿﻴة في اﺍلمحل اﺍلأوﻭلﻝ، ذﺫلك أﺃنﻥ اﺍلكلماتﺕ عندھﮪﮬﻫم تقتربﺏ من اﺍلأشﯿﻴاء ، ٬ اﺍلعددﺩ 182 /1994. ٬ وﻭھﮪﮬﻫو بذلك ﯾﻳمﯿﻴز بﯿﻴن تلك اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة وﻭما ﯾﻳدعوهﻩ "اﺍلشفاھﮪﮬﻫﯿﻴة اﺍلثانوﯾﻳة" وﻭھﮪﮬﻫي تلك "اﺍلتي تتمﯿﻴز بﮭﻬا اﺍلثقافاتﺕ ذﺫاﺍتﺕ اﺍلتكنولوجﯿﻴا اﺍلعالﯿﻴة في اﺍلوقت اﺍلحاضر، ٬ وﻭاﺍلوسائل اﺍلإلكتروﻭنﯿﻴة اﺍلأخرىﻯ اﺍلتي ﯾﻳعتمد وﻭجودﺩھﮪﮬﻫا وﻭأﺃدﺩاﺍؤﺅھﮪﮬﻫا لوظﻅﯿﻴفتﮭﻬا على اﺍلكتابة وﻭاﺍلطباعة" )أﺃوﻭنج/59 ( . اﺍلكلمة اﺍلمنطوقة بوصفﮭﻬا قوةﺓ وﻭفعلا ٬ فﮭﻬي لﯿﻴست أﺃفعالا، وﻭﯾﻳمكننا أﺃنﻥ نمثل لذلك بما كانﻥ وﻭلم ﯾﻳزلﻝ قائما في اﺍلثقافة اﺍلعربﯿﻴة من اﺍستخداﺍمﻡ للكلماتﺕ، ٬ وﻭكذلك ﯾﻳمكن أﺃنﻥ ﯾﻳنطبق اﺍلتحلﯿﻴل اﺍلسابق على اﺍعتقادﺩ اﺍلعربي اﺍلقدﯾﻳم في فعالﯿﻴة اﺍلاسم اﺍلذيﻱ ﯾﻳطلقﮫﻪ على اﺍلمولودﺩ في حماﯾﻳتﮫﻪ وﻭإﺇكسابﮫﻪ اﺍلقوةﺓ، ٬ إﺇلى غﯿﻴر ذﺫلك من اﺍلمعاني اﺍلسحرﯾﻳة اﺍلمرتبطة في اﺍلأساسﺱ بالإﯾﻳمانﻥ بالقوةﺓ اﺍلسحرﯾﻳة للكلمة اﺍلمنطوقة كما ﯾﻳذھﮪﮬﻫب أﺃوﻭنج . اﺍلكلماتﺕ إﺇذﺫنﻥ ناتجة عن قوةﺓ وﻭمشحونة بقوةﺓ تحولﮭﻬا إﺇلى أﺃحداﺍثﺙ في ذﺫاﺍتﮭﻬا. تصبح اﺍللغة في اﺍلثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة كما لاحظ مالﯿﻴنوفسكى "أﺃسلوبا للفعل وﻭلﯿﻴس مجردﺩ 4 وﻭسﯿﻴحاوﻭلﻝ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلبحث إﺇثباتﺕ أﺃنﻥ اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ ھﮪﮬﻫي تمثﯿﻴل وﻭاﺍضح للفكرةﺓ اﺍلسابقة؛ وﻭذﺫلك عن طﻁرﯾﻳق محاوﻭلة تلمس اﺍلأثر اﺍلذيﻱ ﯾﻳسعى اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي لإحداﺍثﮫﻪ في اﺍلطلل عبر شعرهﻩ/كلماتﮫﻪ بالأساسﺱ. تبدوﻭ اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلﯿﻴة اﺍلتي ﯾﻳواﺍجﮭﻬﮭﻬا اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي للطلل دﺩاﺍلة على اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلوحشة ٬ وﻭھﮪﮬﻫو ما تعبر عنﮫﻪ مبدئﯿﻴا كلمة "اﺍلأطﻁلالﻝ". فالطلل ھﮪﮬﻫو اﺍلأثر "اﺍلباقي"، ٬5 أﺃيﻱ ھﮪﮬﻫو اﺍلعلامة اﺍلمادﺩﯾﻳة اﺍلوحﯿﻴدةﺓ اﺍلمحملة بظلالﻝ من قطنوهﻩ، ٬ وﻭفي اﺍلوقت نفسﮫﻪ ھﮪﮬﻫو اﺍلفاعل اﺍلرئﯿﻴس في اﺍستثارﺭةﺓ أﺃحاسﯿﻴس اﺍلشاعر وﻭدﺩفعﮫﻪ للإنشادﺩ. 5 تعد مفeرTاﺍraةﺓدﺩcلأثaرL من اﺍلمفردﺩاﺍتﺕ اﺍلأثﯿﻴرةﺓ لدىﻯ جاكﻙ دﺩرﺭﯾﻳداﺍ في محاوﻭلتﮫﻪ إﺇثباتﺕ عدمﻡ وﻭجودﺩ معنى منفردﺩ وﻭجوھﮪﮬﻫريﻱ في ٬ إﺇذﺫ ﯾﻳكمن في كل معنى نقﯿﻴضﮫﻪ بما ﯾﻳشكل ھﮪﮬﻫوﯾﻳتﮫﻪ . ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلمثالﻝ طﻁرحﮫﻪ دﺩرﺭﯾﻳداﺍ بالجدلﻝ نفسﮫﻪ اﺍلذيﻱ ﯾﻳستخدمﮫﻪ اﺍلبحث ، ٬ وﻭاﺍلبقاء لأنﮫﻪ بذاﺍتﮫﻪ ھﮪﮬﻫو اﺍلجزء اﺍلمتبقي من ذﺫلك اﺍلزمن وﻭمن ھﮪﮬﻫؤلاء اﺍلناسﺱ . ٬ من لﯿﻴفي شتراﺍوﻭسﺱ إﺇلى دﺩرﺭﯾﻳداﺍ، ٬ مقدﺩمة في نظﻅرﺭﯾﻳة اﺍلأدﺩبﺏ، ٬ ترجمة: أﺃحمد حسانﻥ، ٬ اﺍلﮭﻬﯿﻴئة اﺍلعامة لقصورﺭ اﺍلثقافة، ٬ فإنﻥ اﺍلوقوفﻑ على اﺍلأطﻁلالﻝ ﯾﻳبدوﻭ محاوﻭلة من اﺍلشاعر لتغلﯿﻴب أﺃحد اﺍلمعنﯿﻴﯿﻴن اﺍللذﯾﻳن ﯾﻳفجرھﮪﮬﻫما اﺍلطلل في شعورﺭهﻩ بما ﯾﻳمكن اﺍلنظر إﺇلﯿﻴﮫﻪ كفعل مقاوﻭمة من زﺯاﺍوﻭﯾﻳة أﺃخرىﻯ للصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلى اﺍلتي تملأ اﺍلعﯿﻴن حﯿﻴن ﯾﻳتبدىﻯ اﺍلطلل، ٬ وﻭھﮪﮬﻫي صورﺭةﺓ اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلموتﺕ كما اﺍلشعر إﺇذﺫنﻥ ﯾﻳتعرضﺽ لﮭﻬذهﻩ اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلصادﺩمة للطلل، ٬ عبر اﺍلوصف اﺍلأوﻭلي اﺍلذيﻱ لا ﯾﻳملك اﺍلشاعر سوىﻯ أﺃنﻥ ﯾﻳسجلﮫﻪ لما أﺃصابﺏ اﺍلحي من خراﺍبﺏ بما ح ّولﮫﻪ إﺇلى أﺃثر. غﯿﻴر أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلوصف ھﮪﮬﻫو تمﮭﻬﯿﻴد لمحاوﻭلة اﺍلشاعر أﺃنﻥ ﯾﻳحولﻝ دﺩلالة اﺍلطلل، ٬ أﺃوﻭ لنقل إﺇنﮫﻪ تمﮭﻬﯿﻴد للتركﯿﻴز على اﺍلبعد اﺍلثاني في دﺩلالة اﺍلكلمة وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳتصل بالحﯿﻴاةﺓ وﻭاﺍلإنباتﺕ وﻭاﺍلبﮭﻬجة اﺍلتي ﯾﻳحاوﻭلﻝ اﺍلشاعر بعد ذﺫلك عبر اﺍلكلمة لكن ما اﺍلذيﻱ ﯾﻳحاوﻭلﻝ اﺍلشاعر عبر اﺍلكلمة أﺃنﻥ "ﯾﻳفعلﮫﻪ" بالطلل؟ ﯾﻳقولﻝ اﺍمرؤﺅ اﺍلقﯿﻴس في مقدمتﮫﻪ اﺍلطللﯿﻴة : قفا نبك من ذﺫكرىﻯ حبﯿﻴب وﻭمنزلﻝ بسقط اﺍللّوىﻯ بﯿﻴن اﺍل َّدخولﻝ فح ْومل6 ََِِِِ ْ ف ت و ض َح ف ا ل ِم ق ر اﺍ ِةﺓ ل م ﯾﻳ َ ْع ُف رﺭ س ُم ﮭﻬ ا ل م ا ن س ج ت ﮭﻬ ا م ن ج ن و بﺏ وﻭ ش م ـ ـ أ ِلﻝ ترىﻯ بعر اﺍلأ ْرﺭآﺁمﻡ في عرصاتﮭﻬا وﻭقﯿﻴعانـﮭﻬا كأنﮫﻪ حــ ّب فـلفـل ﯾﻳقولونﻥ لا ت ْﮭﻬلك أﺃ ًسى وﻭتجمــل ِِّّ وﻭجارﺭتﮭﻬا أﺃمﻡ اﺍلربـابﺏ بمأســل ِ ٌٌ كدأﺃبك من أﺃمﻡ اﺍلحوﯾﻳرثﺙ قبلﮭﻬا إﺇذﺫاﺍ قامتا تضوعﻉ اﺍلمس ُك منﮭﻬما ففاضت دﺩموعﻉ اﺍلعﯿﻴن منى صبابةً لمﻡ ﯾﻳعفﻑ: لمﻡ ﯾﻳنمح. 8 اﺍلسمرﺭاﺍتﺕ: نوﻭعﻉ منﻥ اﺍلشجرﺭ. ﯾﻳرىﻯ دﺩ. ناصف: فذكراﺍلحب إﺇذﺫنﻥ ﯾﻳمكنأﺃنﻥﯾﻳدلﻝبإﯾﻳماءةﺓغﯿﻴربعﯿﻴدةﺓ بعض، ٬ وﻭﯾﻳؤدﺩىﻯ كل نمط منﮭﻬا إﺇلى ما عداﺍهﻩ، اﺍللازﺯمة للخطابﺏ اﺍلشعريﻱ. كل شاعر في اﺍلعصر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي لا ﯾﻳبدأﺃ اﺍلحدﯾﻳث، ٬ وﻭلا ﯾﻳخاطﻁب فالذاﺍكرةﺓ ھﮪﮬﻫا ھﮪﮬﻫنا حﯿﻴة نشﯿﻴطة ﯾﻳبعث على نشاطﻁﮭﻬا ما وﻭكل شيء عند اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي ﯾﻳنبض بروﻭعة 9 شرﺭحﺡ اﺍلمعلقاتﺕ اﺍلسبع للزوﻭزﺯني، ٬ 57. 11 اﺍلسابقﻕ، اﺍلحﯿﻴاةﺓ تؤدﺩىﻯ إﺇلى طﻁبقة أﺃخرىﻯ تغﯿﻴب في أﺃثنائﮭﻬا ٬ وﻭأﺃدﺩأﺃبت 12 تسم اﺍلطلل من حﯿﻴث ھﮪﮬﻫو علامة على اﺍلخراﺍبﺏ. ٬ ثم ھﮪﮬﻫو ﯾﻳدخل في حالة من اﺍلتقمص لتلك اﺍلذكرىﻯ، ٬ بما ﯾﻳحولﮭﻬا إﺇلى ما ﯾﻳشبﮫﻪ اﺍلواﺍقع اﺍلحاضر وﻭذﺫلك في اﺍلبﯿﻴت اﺍلتالي حﯿﻴن ﯾﻳقولﻝ: إﺇذﺫاﺍ قامتا تَ ّض ّوعﻉ اﺍلمسك منﮭﻬمــا نسﯿﻴم اﺍل َصبَا جاءتﺕ برﯾﻳّا اﺍلقرنف ِل فالفعل "تضوعﻉ" في اﺍلمضارﺭعﻉ دﺩاﺍخل أﺃسلوبﺏ شرطﻁي ﯾﻳعطي إﺇﯾﻳحاء بتكراﺍرﺭ اﺍلفعل )فعل اﺍلقﯿﻴامﻡ وﻭاﺍلحركة(، ٬ وﻭكأنﮫﻪ ﯾﻳقولﻝ: كلما قامتا ﯾﻳتضوعﻉ اﺍلمسك منﮭﻬما. ﯾﻳقولﻝ : إﺇذﺫاﺍ قامت أﺃمﻡ اﺍلحوﯾﻳرثﺙ وﻭأﺃمﻡ اﺍلربابﺏ فاحت رﺭﯾﻳح اﺍلمسك منﮭﻬما نسﯿﻴم ھﮪﮬﻫب على قرنفل وﻭأﺃتى برﯾﻳاهﻩ، 13 وﻭأﺃفعالﻝ حاضرةﺓ في محﯿﻴط اﺍلشاعر، ٬ إﺇذﺫ عادﺩةﺓ ما ﯾﻳقف بالتحلﯿﻴل عند حدوﻭدﺩ اﺍلبﯿﻴت اﺍلذيﻱ ﯾﻳشرحﮫﻪ وﻭعلاقاتﮫﻪ بما سبقﮫﻪ وﻭلﯿﻴس بما ﯾﻳلﯿﻴﮫﻪ. ﯾﻳتبدىﻯ اﺍلشاعر كمن ﯾﻳحاوﻭلﻝ دﺩفع اﺍلذكرىﻯ إﺇلى اﺍلتجسد عبر اﺍلكلمة بصورﺭةﺓ أﺃساسﯿﻴة، 13 اﺍلسابقﻕ، اﺍلسﯿﻴر: تابعتﮫﻪ تعني اﺍلكلمة، ٬ إﺇذﺫنﻥ، ٬ اﺍلاستمراﺍرﺭ وﻭاﺍلتكراﺍرﺭ ) اﺍلعادﺩةﺓ ( وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳناقض حالة اﺍلتوقف اﺍلتي اﺍلخ وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳتجسد في قولﮫﻪ قبل ذﺫلك : اﺍلفعل اﺍلنفسي ھﮪﮬﻫنا، ﯾﻳمكن اﺍختبارﺭ اﺍلفكرةﺓ نفسﮭﻬا في مقدمة طﻁرفة اﺍلطللﯿﻴة حﯿﻴث ﯾﻳقولﻝ : وﻭقوفا بﮭﻬا صحبي عل ّى مطﯿﻴّﮭﻬم كأنﻥ حدوﻭجﺝ اﺍلمــالكﯿﻴة غدوﻭةﺓً َع َدوﻭلﯿﻴةٌ أﺃوﻭ من سفﯿﻴن اﺍبن ﯾﻳامن ٍِ ﯾﻳش ُّق حبابﺏ اﺍلماء حﯿﻴزوﻭمﮭﻬا بﮭﻬا كما قسم اﺍلتربﺏ اﺍلمفاﯾﻳ ُل بالﯿﻴــد ََُِِ وﻭفي اﺍلحي أﺃحوىﻯ ﯾﻳنف ُض اﺍلم ْر َدﺩ شادﺩ ٌنﻥ ُمظا ِھﮪﮬﻫ ُر ِس ْمطي لؤلؤ وﻭزﺯبــرج ِد ٍ خذوﻭ ٌلﻝ تراﺍعي رﺭبربـا بخمﯿﻴل ٍة تَنَاوﻭ ُلﻝ أﺃطﻁراﺍ َفﻑ اﺍلبرﯾﻳـر وﻭترتديﻱ ِ تخلل ح َّر اﺍلرمل دﺩع ٌص لﮫﻪ نـد َُُِِِِ علﯿﻴﮫﻪ نق ّى اﺍللونﻥ لم ﯾﻳَتَ َخـــ َّد ِدﺩ ب َع ْوجا َء مرقا ٍلﻝ تروﻭحﺡ وﻭتغتديﻱ14 لعل وﻭجودﺩ اﺍلشادﺩنﻥ في اﺍلطلل ضمن قطﯿﻴع من اﺍلبﮭﻬم اﺍلوحشﯿﻴة ﯾﻳلقى في رﺭوﻭعﻉ اﺍلمتأمل للوھﮪﮬﻫلة اﺍلأوﻭلى حالة اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلوحشة اﺍلتي صارﺭتﺕ إﺇلﯿﻴﮭﻬا اﺍلدﯾﻳارﺭ؛ سقتﮫﻪ أﺃﯾﻳـاةﺓُ اﺍلشمس إﺇلا لثاتﮫﻪ ِ وﻭتبسم عن أﺃلمى كأ ّنﻥ منــ ّورﺭاﺍ ٬ وﻭأﺃﯾﻳضا اﺍلأحوىﻯ ظﻅبى في لونﮫﻪ حوةﺓ، ٬ وﻭاﺍلشادﺩنﻥ أﺃحوىﻯ لشدةﺓ سواﺍدﺩ أﺃجفانﮫﻪ 15 اﺍلثاني من اﺍلبﯿﻴت بوصف ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلشادﺩنﻥ بأنﮫﻪ "مظاھﮪﮬﻫر سمطي لؤلؤ وﻭزﺯبرجد" وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳنقل دﺩلالة إﺇلى أﺃنﻥ اﺍلشاعر ﯾﻳتحدثﺙ عن حبﯿﻴب "شبﮭﻬﮫﻪ بالظبي في ثلاثة أﺃشﯿﻴاء: في كحل اﺍلعﯿﻴنﯿﻴن، ٬ وﻭحوةﺓ ٬.. فعلى ھﮪﮬﻫذاﺍ شادﺩنﻥ صفة أﺃحوىﻯ، ٬ وﻭقﯿﻴل بد ٌلﻝ من أﺃحوىﻯ . إﺇذﺫ ﯾﻳستمر اﺍلوصف اﺍلسابق للشادﺩنﻥ بقولﻝ طﻁرفة: ٬ ثم أﺃخبر أﺃنﮫﻪ متحل بعقدﯾﻳن من لؤلؤ وﻭزﺯبرجد" ﯾﻳبدوﻭ اﺍلمشﮭﻬد اﺍلذيﻱ ﯾﻳصورﺭهﻩ اﺍلبﯿﻴت اﺍلسابق غﯿﻴر ملبس؛ فﮭﻬو وﻭصف لظبﯿﻴة "خذلت أﺃوﻭلادﺩھﮪﮬﻫا وﻭذﺫھﮪﮬﻫبت مع صواﺍحبﮭﻬا في قطﯿﻴع من اﺍلظباء ترعى معﮭﻬا في أﺃرﺭضﺽ ذﺫاﺍتﺕ شجر أﺃوﻭ ذﺫاﺍتﺕ رﺭملة منبتة 17 16 اﺍلسابقﻕ، أﺃرﺭاﺍدﺩهﻩ اﺍلشاعر في اﺍلبﯿﻴت فﯿﻴقولﻝ "وﻭإﺇنما خص تلك اﺍلحالﻝ )اﺍلتي للظبﯿﻴة( لمدھﮪﮬﻫا عنقﮭﻬا إﺇلى ثمر 18 ﯾﻳستمر اﺍلوصف في اﺍلأبﯿﻴاتﺕ اﺍلتالﯿﻴة مازﺯجا بﯿﻴن اﺍلظبﯿﻴة وﻭاﺍلحبﯿﻴبة دﺩوﻭنﻥ حسم وﻭاﺍضح لقصدهﻩ إﺇحداﺍھﮪﮬﻫما؛ "فالألمى" وﻭاﺍلذيﻱ "سقتﮫﻪ أﺃﯾﻳاةﺓ اﺍلشمس" وﻭاﺍلوجﮫﻪ اﺍلذيﻱ "لم ﯾﻳتخددﺩ" كلﮭﻬا أﺃوﻭصافﻑ ﯾﻳصح أﺃنﻥ توصف بﮭﻬا "اﺍلخذوﻭلﻝ" وﻭاﺍلحبﯿﻴبة على حد سواﺍء. وﻭما أﺃظﻅنﮫﻪ ھﮪﮬﻫو أﺃنﻥ اﺍلشاعر حﯿﻴن وﻭقف على اﺍلطلل وﻭرﺭأﺃىﻯ اﺍلظباء وﻭاﺍلوحوشﺵ ترعى فﯿﻴﮫﻪ بعد أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫجرهﻩ أﺃھﮪﮬﻫلﮫﻪ خلق مشﮭﻬداﺍ تصوﯾﻳرﯾﻳا ﯾﻳمزجﺝ فﯿﻴﮫﻪ بﯿﻴن صورﺭةﺓ اﺍلظبﯿﻴة وﻭصورﺭةﺓ اﺍلحبﯿﻴبة،