والأبوان الناضجان نفسيا واجتماعيا (وهذه صفات أساسية للأبوة والأمومة الناجحة) يدركان أن الأخذ بمبدأ الثواب والعقاب معا هو أمر ضروري لتربية الصغار تربية قويمة، فإن عمل صالحاً يحق له أن يستمع منهما إلى كلمات المديح والى نظرات الإعجاب والرضا، وإن عمل غير صالح فعليهما الإشاحة بوجهيهما عنه تعبيرا عن عدم رضاهما عما يفعل، فان عمل عملا مؤديا لا يمكن السكوت عليه استحق العقاب الفورى. ويراعى أن يكون ذلك العقاب فوريا وعلى قدر الخطأ، فباب التوبة مفتوح له باستمرار. وعلى الأبوين ألا يكلفا الصغير ما لا يطيق، وأن يوزعا المهام على الأبناء صغارا وكبارا، وعلى الوالدين ألا يتعاملا مع الصغير على أنه "إنسان مصغر" يحمل خصائص وقدرات الرجال أو النساء لكن بنسب مصغرة، فإن قال الصغير غير ما حدث فلا نتهمه بالكذب كما نفعل مع الكبار، فإذا رأى حدثا فإن أفكارا كثيرة تجرى في مخيلته حول ما يراه، وحين يحكي فإنه يخلط ما رأى بما تخيله ولا يستطيع أن يفصل بينهما، إذن فهو من غير كاذب بالمعنى المألوف بين الكبار. ففي سنواته الأولى عليهم الإكثار من أدوات اللعب المتنوعة في: ألوانها، الأصوات الصادرة عنها أو عن ارتطامها ببعضها أو بالأرض. وإنما علينا أن توضح له أنه قد أخطأ في فهم أمر ما، وأنه إذا أعاد التفكير فيها بعناية فمن الممكن أن يحسن إجابته، وبدلا من ذلك علينا أن نقوَ ببعض الإجراءات البناءة مثل: 1-فحص إبصاره وسمعه فهما قوام التعلم 2-مساعدته على تركيز انتباهه فهذا مدخل أساسي لكل تعلم مثمر 3-اكتشاف مواطن الصعوبة في الفهم والحرص على إعادة شرح الأسس الأولى التي ترتكز عليها تلك الموضوعات فربما يكوو لديه ضعف في فهم تلك الأسس يؤدي إلى تعطل فهم ما يترتب عليها من موضوعات 5-تحويله إلى نوع آخر من المدارس إذا اتضح لنا تعذر استمراره في هذا النوع من التعليم ختاما فإن اجتماع العناية بالصحة والغذاء مع العناية بتوفير فرص النمو الجسمي والعقلي والوجداني والاجتماعي للصغار يضمن لنا الحصول على أجيال ممتازة من الشباب بإذن اللّٰه.