رابعاً: مجالات الدراسات الأنثروبولوجية للمجتمعات البدوية. تُعدّ الدراسات الأنثروبولوجية الحديثة عن المجتمعات البدوية أقل من تلك التي تناولت المجتمعات الريفية والحضرية، لكنها تشمل دراسات عن البداوة في المجتمعات النامية، خاصةً مصر، مستخدمةً شبكة الإنترنت والبحث التقليدي في المكتبات. ركزت معظم الدراسات على الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، معتمدةً على مناهج حديثة وتقليدية. استخدمت أغلبها نظاماً اجتماعياً واحداً كمدخل لفهم البناء الاجتماعي، مُركّزةً على تغيرات كالزحف الحضري والتكنولوجي والصراع بين البداوة والحضارة. لكنّ الدراسات التي حللت البناء الاجتماعي من خلال جميع أنظمته نادرة. يصنف هذا الجزء الدراسات إلى: (1) دراسات تناولت عناصر البناء بأكملها: هذه الدراسات عرضت الأنساق والنظم الأساسية دون التركيز على عنصر دون آخر، تاركةً مجالات لدراسات أضيق، وهي نادرة مقارنةً بالنوع الآخر. بعض الدراسات، مثل دراسة لايف مانجر عن النوبة بالسودان، قدمت عرضاً أنثوجرافياً شاملاً دون إبراز العنصر الرئيسي. دراسة سلوى درويش عن قبيلة الكبابيش بالسودان، تناولت عناصر وأنساق البناء الاجتماعي وتكاملها، معتمدةً على منهج أنثروبولوجي ميداني بنائي وظيفي، مُستخدمةً طرقاً تقليدية وحديثة (سلوى درويش، ١٩٨٩). تتشابه مع دراسة طلاق أسعد (١٩٧٦). دراسة أخرى لسترين استامين عن جماعة اللفوفة النوبية، تناولت عناصر ومكونات البناء الاجتماعي، بما في ذلك ديناميكيات التغير، واعتمدت على منهج شامل. (2) النسق الأيكولوجي: يتناول العلاقة بين الجغرافيا وظروف البشر في المجتمعات البدوية، مع أبعاد اجتماعية كالاهتمام بقضايا التصحر والرعي. دراسة أنثوجرافية عن شمال سيناء (أحمد أبو زيد، ١٩٩١) عرضت النسق الأيكولوجي وتأثيره على أنماط الحياة. دراسة أخرى في جنوب كردفان بالسودان (فاروق إسماعيل، ١٩٨٩) درسّت العلاقة بين البناء الثقافي والأيكولوجي، مستخدمةً مناهج أنثروبولوجية حديثة وتقليدية. دراسة عن منطقة "التمد" (علي مراد، ١٩٩١) حلّلت تأثير العامل الأيكولوجي على التعليم الرسمي. (3) النسق الاقتصادي: تناولت دراسات أنظمة الملكية وحيازة الأرض، كمدخل لفهم البناء الاجتماعي. دراسة فوزي العربي (١٩٨٤) عن "عزبة الأفراد" بمطروح، استخدمت مناهج حديثة وتقليدية، مُركّزةً على العلاقة بين حيازة الأرض والنسق الأيكولوجي والقرابة. دراسات أخرى تناولت الصناعات البيئية في شمال سيناء (علي مراد، ١٩٩٠، ١٩٩٦) وآثار استقرار البدو على أنماط الحياة الاقتصادية والاجتماعية في جنوب إسرائيل (1995 ,Avinoamand others) والمملكة العربية السعودية (1991 ,Martin - Webster). (4) النسق القرابي: دراسات عن الزواج كمدخل لفهم النسق القرابي (علي مراد، ١٩٩٦) وتغيراته (مصطفى السحاوي، ١٩٩٨)، وُبعضها تناول الزواج كنسق سياسي (تركي الربيعي، ١٩٩٨). (5) النسق السياسي: تُحدّد الدراسات هذا النسق بتعاريف متعددة، مع ارتباط اتساع مفهوم الضبط الاجتماعي به. دراسة عن شمال سيناء (أحمد أبو زيد، ١٩٩١) ركزت على دور القانون العرفي. دراسات عن القانون العرفي عند الطوارق (علي مراد، ١٩٩٥) ودوره في مواجهة الجريمة في بئر العبد (إبراهيم عودة، ١٩٩٨)، مع استمرار الاعتماد عليه حتى بعد الاستقرار (1985 Dreger - joseph).