الناس نوعان: زائ ٌد على الحیاة، وزايد بن سلطان من النوع الثاني؛ زاد إلى حیاته حیا َة شعب، وأضاف لمسیرته إحیا َء أ ّمة، ونفع بحكمته وحنكته ملايین البشر، ھذا ھو الخلود الحقیقي. عل َّمنا زايد كیف يمكن أن يبقى الإنسان حیاً في القلوب والعقول، عل َّمنا زايد كیف يمكن أن يبقى الإنسان عالیاً في الحیاة وفي الممات. تعل َّم ُت منه البح َث عن مساحات الاتفاق لا الاختلاف، البحث عن أسبا ٍب ُتو ِّح ُدنا وتجم ُعنا وتقوّينا وترف ُعنا؛ ھكذا كان زايد في سعیه لجمع ولولا حكمته ربما لم تكن الإمارات ھي الإمارات. زايد ھو أول حاكم للإمارات، حكم زايد العین منذ العام 1946 عندما كان عمره 28 عاماً فقط. وبدأ مسیرته من قلب الصحراء. حفر الآبا َر بیده مع البدو، وش َّق الأفلا َج معھم بنفسه، ولم تقف ندرة الماء والمال عائقاً أمامه. أحب َّه الناس ھناك لأنه كان يأكل معھم على الأرض، ويحاورھم ويشاورھم ويعمل بیده معھم. من بساطة العین انطلق زايد في مسیرته من غیر تكب ُّر أو غطرسة مصطنعة،