فإنَّ تعْظيم الله واجبٌ على العباد، كيْف لا؟ ومَخْلوقات الله العظيمة خاضعةٌ لِجَلاله، تُسَبِّح بحمْده وعظمته، وفي المُقابل فقدْ ذَمَّ الله تعالى منْ لم يُعَظِّمْه حقَّ عظمته، يقول الله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]؛ أيْ: ما لكم لا تُعَظِّمون الله حقَّ عظمته؟! إخْوة الإيمان، مهْما ضاقت به السُّبُل، واسْتشْعاره عظمة الله يمْلأ قلْبه رضًا وصبْرًا، ويدْعوه إلى العمل طاعةً وشكْرًا، ويورثه الشعور بمعية الله سبْحانه، ولا أدَلَّ على ذلك منْ موْقف نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم مع صاحبه أبي بكْرٍ رضي الله عنه في الغار والمشْركون فوْق رؤوسهمْ، حتى قال أبو بكْرٍ رضي الله عنه: يا رسول الله، لوْ أنَّ أحدهم نظَر إلى قدَمَيْه لأبْصرنا، ما ظَنُّك باثْنيْن الله ثالثهما))، وإنَّ تعْظيم الله لا يكون بالتمنِّي، واجْتنابًا لمعْصيته، قال بعْض السَّلف: "لا تَنْظرْ إلى صِغَر الخطيئة، ولكن انْظرْ إلى عظَمَة مَنْ عصيْت". اللَّهم امْلأْ قلوبَنا إعْظامًا وإجْلالاً لك، واجْعلْنا من الراشدين، اللهم - ربَّنا - صلِّ على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه الطيِّبين الطاهرين، اللهمَّ وأعِزَّ الإسْلام والمسْلمين، وأَذِلَّ الشِّرْك والمشْركين، وأعْلِ بفضْلك كلمةَ الحقِّ والدين، ووفِّقِ - اللهم - وُلاة أمورنا لما تحبُّ وترْضى، وخذْ بنواصيهم للْبِرِّ والتقْوى، دار عدْلٍ وإيمانٍ، ولا تجعلنا من القانِطين، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم سُقْيا رحمة، ولا هَدْم ولا غرَق. والزَّلازل والمِحَن، عن بلدنا هذا خاصة، يا ربَّ العالمين. ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].