ويبدو الوادي بلا أشكال لسطحه، فهو سهل فيضي منبسط يتحدر انحدارا هينا غير محسوس من الحدود حتى منتهاه عند رأس الدلتا، ثم تواصل أرض الدلتا هذا الانبساط حتى البحر، وفارق المنسوب بين أعلي جزء فيه عند الحدود (۱۰۰) متر) وأدني نقطة عند القاهرة (۲۰) مترا تقريبا ) نحو ۸۰ مترا، وبينه وبين أنني نقطة في عمق بحيرة مربوط (۳) متر) حوالي ۱۰۳ مترا ، ومعروف أن النهر يصنف حمولته من المواد العالقة حين الإرساب تبعا لقدرته في اتجاهين: الطولي نحو مصبه والعرضي عبر قطاع واديه ولهذا تدق حبيبات الرواسب في الاتجاهين، وهذا ما تلاحظه في توزيع تربة الوادي والثلثاء فتزداد نسبة الرمال فيها في أعلى الصعيد ونقل بالاتجاه شمالا بينما تزداد نسبة العلمي والطين، حتى إذا ما وصلنا إلى صفاف بحيرات شمال الدلتا وجدنا الطين البحيري الناعم جدا هو الغالب وبالمثل برسب النيل أخشن مكونات حمولته على قاعه وعلى جوانبه وبانتشار مياهه حين الفيضان النعم الوادي، تترسب المواد الدقيقة ثم الأدق في اتجاه حافتي الصحراوين، وينشأ عن هذا النمط التقليدي للإرساب النهري سمات مورفولوجية توأمية على جانبي قناة مجرى النيل في اتجاه هامشي الهضبيتين فعلى يمين المجرى ويساره الطاقات يمتدان بامتداده، لا يشترط فيها التواصل والاستمرار، يعرفان بأراضي السواحل، وهما أكثر ارتفاعا بطبيعة الحال من مستوى مياه النهر، وكان الفيضان يعمرها، وهوا مشهما تطل على المجرى بالحتار قائم تقريبا يليهما نطاقات مرتفعان متصلان، لكنهما بتفاوتان قليلا في العلو والاتساع، وهما على أية حال أكثر ارتفاعا من غيرها في السهل الفيضي كله ويعرف كل منهما بالجسر أو الطراد، والجسور هي التي كانت تحمي أراضي السهل المنخفض المجاورة لها من عوائل الفيضان العالي يلي ذلك على كلا الجانبين نطاقات يتفاوتان الساعا، حسبما استغناء هما قوام السهل الفيضي، وينحدران انحدارا هينا إلى حضيض حافتي الصحراوين، أو إلى خصيص المدرجات السفلي حيثما وجدت تلك المدرجات النيلية التوامية على جانبي السهل الفيضى وتتكرر هذه الصورة على امتداد فرعي رشيد ودمياط وعلى امتداد أفرع الدلتا القديمة التي تحولت إلى ترع للري. فجسور الفروع والترع هي أبرز الخطوط وأكثرها ارتفاعا في هيكل الدلتا، بينما تمثل المصارف خطوطها المنخفضة .