ولا تفرق بين مؤمن منهم وكافر، من ويلات الحروب التي أتلفت الملايين إلى ويلات الأمراض والطواعين إلى ويلات زلازل و البراكين، ماكفاها من مصائب الدهر ان يكون في أبنائها قوي يستعبد ضعيف ، و يستعملون سلاح النفع للضر، إلا وان الإنسانية تستغيث فهل من مغيث ، وتستنجد فهل من منجد؟ استغاثت الإنسانية قديما بأبنائها الصادقين، والعاملين على تفريق هذه الأسرة فاغاثها الأنبياء و المرسلون و العباد الصالحين. واستغاثت من عباد المادة الحائدين عن الجادة، والقائلون بالود الروح. واستغاثت من أعداء العقل المفكر ، فاغاثها الحكماء الربانيون و الفلاسفة الاشراقيون، واستغاثت من طواغيت الاستبداد و قياصرة الاستعباد، فاغاثها أنصار المساواة واستغاثت من المشعوذين المحتالين الذين يستغلون جهل الجهلاء ويمتصون دماء البسطاء فاغاثها العلماء المصلحين وحزب الله المفلحون وهي الآن تستغيث من داهية الحرب وتحكيم السيف في مواقع الخلاف. فمتى يقف عقلاء الأمم بين الصفين موقف دعاة التحكيم يوم صفين؟ لاندري ولا ندري لماذا لا ندري وهي تستغيث من عائلة الفقر و شروره فمتى يفقه أغنياء الامم هذا السر فيعملون على اتقاء الشر لا ندري ولا ندري لماذا لا ندري إنما الذي ندري ونقوله ولا نخفيه هو أنه لو تساند أغنياء الأمم وغدوا أيديهم وعرفوا كيف يحاربون الفقر باستجلاب الفقير والاخد بيده لاحسنو لأنفسهم والعالم.