إن التحليل النفسي الذي تأسس مع "سيغموند فرويد" في أواخر القرن التاسع عشر شهد تطورا هائلا على مر العقود، وذلك من خلال الانتقادات والاضافات التي وجهت للمدرسة التحليلية الكلاسيكية، حيث كان لهم رؤى جديدة ومختلفة عن نظرية وتفسير فرويد للاضطراب النفسي وتكوين الجهاز النفسي للفرد، وتهدف المدرسة التحليلية الحديثة الى فهم الانسان ككائن معقد ليس فقط من خلال ماضيه وتجاربه الطفولية بل من خلال العلاقات الاجتماعية والبيئة والثقافة واللغة . وسوف نتطرق في هذا البحث الى المبادئ الأساسية للمدرسة التحليلية الحديثة وما الذي يميزها عن التحليل النفسي التقليدي؟ 1/ نشأة وتطور المدرسة التحليلية الحديثة يجمع العديد من الباحثين أن لا نظرية أو مدرسة سيكولوجية حديثة كانت أو قديمة ، حظيت حتى الأن بمثل تلك المتابعة والشهرة اللتين حظي بها التحليل النفسي ، فجل الأفكار المفاهيم التي جاء بها علماء النفس لم تجد من الانتشار و التداول مثلما وجدت المفاهيم والأفكار المرتبطة بمدرسة التحليل النفسي ، ولم يقتصر الاهتمام بالتحليل النفسي وانتشار مفاهيمه وأفكاره على الدوائر المختصة في علم النفس، 2021 ص، وأيضاً "Ernest jones رائد حركة التحليل النفسي في إنجلترا و مترجم حياة فرويد ، لقد شكل هؤلاء الأطباء مجموعة انطوت تحت لواء التحليل النفسي ، كانت تجتمع بقيادة فرويد في منزله مساء كل أربعاء سميت " بـ جماعة الأربعاء النفسية ". وقي شهر أفريل من عام 1908 عقد المؤتمر الأول للتحليل النفسي في فندق بريستول في مدينة سالزبورغ Salzbourg بالنمسا ، إصدار مجلة بإسم مجلة التحليل النفسي وعلم النفس المرضي و أن يكون "فرويد" و " بروير" مديرين لها ، ولكن الخلاف الذي تشب بين يونغ و أبراهام شكّل عقبة أمام تماسك الجماعة ، وهذا ما ظهر والأكيد أن النزعة العنصرية التى كانت تسود جماعة المحللين الأوائل من الأصل اليهودي كانت محفزا للعديد من أتباع فرويد على الانشقاق عن جماعته ، 2021 ص، وكارين هورني، وإيريك فروم وغيرهم، 3/أهم رواد المدرسة التحليلية الحديثة : حيث تمثل "أنا" المدرسة الأوربية ، (حمدي 2016 ، • أنا فروید 1895/1982 فكاتبة. أخذت أنا فرويد عن والدها اتجاهاته العلمية واهتماماته السيكولوجية ، وقفت بجانب والدها وظلت ترعاه في مرضه بالسرطان . تخصصت "أنا فرويد" في علم النفس عند الطفل . حيث أن. بداية حياتها العملية كانت فى مدرسة للأطفال ومن هنا أتى تعلقها بسلوك الطفل وما يحتويه من ردة فعل لا ينظر إليها البالغون بشكل صحيح . في عام 1922 أصبحت أنا فرويد أحد أعضاء الجمعية النمساوية للتحليل النفسي، وخلال نهاية العشرينيات عملت على بحث لها متخصص في طب النفس عند الأطفال التى تتراوح أعمارهم بين 8 و 12 سنة في حين أنها لم تتطرق كثيرًا إلى أعمار أقل من ذلك . قامت "أنا فرويد" بالتركيز على الحياة الداخلية الخاصة مع البعد عن الأوهام ، كما شرحت كيفية طغيان أحلام اليقظة على الوعي ، وكان لها وجهات نظر على تربية الأطفال : اعتمدت "أنا" على تحليل الأطفال في مختلف المراحل كجزء كبير من العالم النفسي. كان عملها الرئيسي هو إقامة دراسة كلاسيكية على علم النفس وآليات الدفاع. قدمت "أنا" النظرية التنموية الشاملة مع مفهوم خطوط التنموية التي تجمع بين نموذج المحرك الهام مع والدها في النظريات من خلال المزيد من العلاقات الموجهة نحو أهمية الوالدين في عملية تنمية الطفل ، لقد شرحت "أنا" الإتجاه الجديد في التحليل النفسي في كتابها (الأثار والميكانزمات الدفاعية) حيث أكدت على دور الأنا في الحياة النفسية و في العلاج النفسي التحليلي، وترى أن تحليل الميكانزمات اللاشعورية التي يلجأ لها الأنا يمكن أن تطلعنا على التحولات التي طرأت على الغرائز عند المريض ويتلخص دور المحلل من وجهة نظرها في إزعاج الأنا بإستثارة المكبوت ، ص.125، 124، 127) • ميلاني كلاين: عالمة النفس" Melanie Kelein من أصل ألماني ، اشتهرت ضمن حركة التحليل النفسي بفضل بحوثها حول التكوين النفسي للطفل حيث كانت لديها طريقة متميزة في تحليل نفسية الأطفال عن طريق اللعب، وفق مبادئ التحليل النفسي . ترى ميلاني أن القلق عند الأطفال وخيالا تهم المهمة ، ريمكن اكتشافه من خلال مواقف التحويل التي يبدونها أثناء ترى "ميلاني كلاين" أن اللعب له محتوى كامن ، واللعب هو وسيلة تحليلية وعلاجية في نفس الوقت ، كون الطفل بلجوئه إلى اللعب يعبر ويفرغ عواطفه وهواماته ومكنوناته التي قد تكون سبب وبالتالي فاللعب هو لغة فى حد ذاته واجب على المحلل فك تشفيره ، ومعرفة المحتوى الكامن وليس الظاهر على مستواه ، مثلما تحلل رمزية الأحلام. في اللعب يكون نفس الأمر أين يجد الطفل اشباع رمزي لرغباته الكامنة والممنوعة في بعض المواقف ، يبدأ الطفل في ممارسة سلوكيات اللعب فيكون الهدف من جهته تحليل وتأويل رمزية السلوكيات التي يقوم بها الطفل، و اعتبار كتابات "ميلانى كلاين" بمثابة خروج عن سياق التحليل النفسي ، وتنظير جديد لنظرية نفسية مستقلة عن المدرسة الفرويدية. وأنها ابتعدت عن النظريات الفرويدية التقليدية. في نقاط عده منها في مفاهيم ميلاني كلاين أين استبدلت مصطلح الأنا moi بمصطلح الذات self وهو مفهوم أوسع وأقل تحديد . وحتى الميكانزمات الدفاعية التي عالجتها "كلاين" وأتباعها مثل الإسقاط الإختياف ، تتعلق بالنشاط الهوامي، ولا تعتبر كأنساق نطافية في خدمة الأنا. وما يمكن قوله بخصوص أعمال "كلاين" أنه ومهما كانت الانتقادات الموجهة لأفكارها ونظرياتها فلا أحد يمكنه إنكار ما تقدمت به، والأكيد أن أول المقاربات النفسية التحليلية المعمقة للطفل كانت بفضل مساهمتها في تحليل خاصية اللعب عند الطفل، التي كانت تعتبر بمثابة مساهمة كبيرة في المقاربات اللاحقة ، التي تناولت العلاج النفسي باللعب . فكلاين عندما ركزت على اللعب كوسيلة تعبيرية وتفريغية قدمت بذلك ولأول مره أداة بالغة الأهمية في العلاج النفسي للأطفال، (حمدي 2016 ، ب/ الفرد أدلـــــــر يرى أدلر أن السلوكيات إنما تقوم على التجارب التي مر بها الشخص بالاضافة الى العوامل البيئية والاجتماعية والمهنية ، ويرى أن كل شخص يمثل حالة منفردة وهذا ما جعله يسمي هذه النظرية باسم"علم النفس الفردي"(كلينمان، 2022، 42) أما إذا كان الشعور بالنقص عنيفا جدا (عقدة النقص) فإنه يؤدي الى التعويض الزائد الذي يسبب الاضطرابات النفسية والمعاناة ولتعويض ها النقص يلجأ إلى الآليات الدفاعية فإن فشلت في مهمتها يتحول الٍعور بالنقص إلى عقدة النقص. - علم النفس الفردي ومفاهيمه الأساسية: إن علم النفس الفردي لألفرد أدلر مبني على عدة مفاهيم أساسية تسلط الضوء على الطابع الاجتماعي والشامل للسلوك البشري: 1. السعي نحو التفوق والكمال : (Striving for Superiority) وفقًا لأدلر، فأن الدافع الرئيسي في الحياة هو السعي نحو التفوق أو الرغبة في تحقيق التميز الشخصي وتحسين الذات تجاوز مشاعر النقص. يختلف هذا المفهوم عن تأكيد فرويد على الدوافع الجنسية والعدوانية. 2. عقدة النقص : (Inferiority Complex) قدم أدلر فكرة عقدة النقص، التي تنشأ عندما يشعر الأفراد بأنهم أقل قدرة أو أقل كفاءة من الآخرين. إما بشكل إيجابي من خلال السعي نحو النجاح أو بشكل سلبي من خلال السلوكيات التدميرية. اعتقد أدلر أن الشخصية الصحية تتسم بوجود اهتمام اجتماعي قوي وقدرة على التعاون والتعاطف مع الآخرين. 4. نمط الحياة (أسلوب) : (Lifestyle) يشمل مفهوم نمط الحياة لأدلر الطرق الفريدة التي يسعى بها الأفراد لتحقيق أهدافهم والتنقل في بيئاتهم الاجتماعية. والخيارات الشخصية، النشاط الرياضي) خبرات الطفولة تشكل وتجدد أسلوب الحياة الذي يصعب تغييره فيما بعد مواقفهم، 07/09/2024، 6. - الغائية: اهتم ادلر أيضا بفكرة الغائية أو هدف الحياة وقال ان الشخصية لا يمكن ان تتكون وتنمو إلا إذا كانت النفس الانسانية تتجه في نشاطها اتجاها هادفا يوجهها ويؤكد ادلر ان المرض النفسي ينتج من اتجاه الفرد اتجاها جامدا نحو غاية وهمية أو هدف لا يستطيع تحقيقه(زهران، 2005، 68) تفسير الاضطراب عند أدلر:  الذهان: - مقارنة بين آراء سيجموند فرويد وألفريد أدلر: سيجموند فرويد ألفريد أدلر * الانسان كائن بيولوجي *الحاجات البيولوجية هامة * الغرائز والدوافع هامة * الانفعالات لا يسيطر عليها الفرد * عقدة أوديب وعقدة إليكترا لدى الأطفال. * العلاج طويل الأمد والعميل مستلق على السرير لا يرى المحلل. * الميل إلى الانضمام إلى جماعة دافع هام * الانفعالات يمكن السيطرة عليها * الجنس أقل أهمية * الشخصية تكوين كلي لا ينقسم. ١٨٧٥ ١٩٦١) علم النفس التحليلي كان يونج يعتقد أن غاية كل فرد في الحياة هي الدمج بين عقله الواعي وعقله اللاواعي وأطلق على ذلك مفهوم التفرد فمفهوم التفرد من وجهة نظره يساعد الفرد على أن يفهم نفسه الفريدة، ويتناغم معها كي يصل إلى ذاته الحقيقية ويكون من خلال الإنصات إلى الرسائل الموجودة في أحلام اليقظة، والتخيلات التي تحدث في أثناء اليقظة . ص4) ويرى يونج أن النفس الإنسانية تتألف من ثلاثة أجزاء الأنا، واللاوعي الجمعي، فالأنا لديه عبارة عن تمثيل للعقل الواعي واللاوعي الجمعي يرى يونج بأنه يشتمل على الخيرات والمعلومات التي تشترك فيها كأناس واللاوعي الشخصي برى يونج بأنه يشتمل على الذكريات التي يشعر بها الفرد، وقد حدد يونج أنماط أولية موجودة في اللاوعي الجمعي والتي تساعد الفرد على تنظيم شعوره بالأشياء وهي أنماط موروثة وعامة وفطرية وليست مكتسبة، القناع يقصد به الطريقة التي يقدم بها الفرد نفسه إلى العالم المحيط به، والقناع يمثل الأقنعة التي يرتديها الفرد بين مجموعات الأفراد المختلفة في المواقف المختلفة. الأول: الأعمال التي ينجح الفرد في تحقيقها. 2020، ص4) 2.3 مفهوم اللاشعور الجمعي: Collective Unconciousness والأفكار الخاصة حول الآب وحول الله والشيطان والخير والشر . 2020ص129) هريدي ، د/ إريك فروم: اقترح "فروم" ما يرى أنه يمثل الطبيعة الحقيقية للإنسان وهي الحرية حيث يكون الفرد مستقلا، وألا يعتمد إلا على نفسه أيا كان الهدف أو الغاية ولكن هذا الأمر من شأنه أن يؤدي غلى مشاعر العزلة والخوف والنفور وانعدام الأهمية، بل ان الصورة المثلى للحرية قد تؤدي في الحالات الصعبة إلى المرض النفسي وقد وضع ثلاث افتراضات رئيسية قد تؤدي الى هذه العوبات هي: 2/ التدميرية: عندما يقوم الفرد بتدمير كل ما حوله استجابة لمعاناته الشخصية ومن هذه التدميرية ينشأ الاحتقار والوحشية والجرائم وقد يتحول التدمير أيضا نحو الذات وهو ما يعرف بتدمير الذات ويعد الانتحار أوضح مثال لذلك. 3/ المسايرة الآلية: يختفي الفرد في الثقافة الجماعية، ومن خلال تخفي الفرد في داخل زحام المجموعة كطريقة التحدث والملابس والتفكير . الخ لا يلزمه حينئذ أن يتحمل المسؤولية ومن ثم لا يحتاج للاعتراف بحريته 1/ الأسر المتكافلة: في هذه الأسر لا تنمو شخصية الفرد نموا كاملا لأن بقية أفراد الأسرة "يطغون على تلك الشخصيات" فتجد مثلا أن شخصية الطفل تعكس أمنيات والديه ببساطة، 2/ الأسر الإنسحابية: في هذه الأسر بتوقع الوالدان من أطفالهما الكثير ويطلبان منهم الكثير ويشمل هذا النوع من التربية العقاب الذي تكون له طقوس معينة، ويقرن عادة بعبارة "هذا من أجل مصحتك"  الاحتياجات الإنسانية عند فروم: وقد تشتد رغبة الشخص في الشعور بالهوية حيث تجعله يساير الآخرين، ما يجعله يكتسب هوية الآخرين دون هويته الخاصة.  اطار التكيف: يحتاج الفرد الى فهم العالم المحيط وكيفية تكيفه معه، ويمكن للفرد أن يجد هذا التكيف في العلم أو الفلسفة الشخصية أو أي شيء يزوده بزاوية يرى العالم من خلالها. وكان يرى أن الحياة هي رغبة الفرد في أن يكون جزءا من الطبيعة وأن يكون منفصلا عنها في الوقت نفسه، وأن الحرية أمر نحاول أن نتجنبه بشدة. كلينمان، 2022، 231-235) نظرية اريكسون للنمو النفسي و الاجتماعي . ويعتبر اريك أريكسون (Erickson 1902 - 1994 ) واضع هذه النظرية وتعرف نظرية أريكسون باسم نظرية النمو النفسي الاجتماعي" التي بناها على نتائج أبحاثه مع الأطفال والأسر عبر الثقافات المختلفة وبمنهج أنثروبولوجي. 2008، ص13) وتلخص بدير (2006) الأفكار الرئيسية في نظرية اريكسون 1- تعتبر نظريته نظرية شاملة فهي النظرية الوحيدة التي درست النمو من الميلاد حتى آخر العمر ويعتبر السلوك ناجماً عن ثلاث عوامل هي عوامل بيولوجية وعوامل اجتماعية بينية و عوامل فردية . وتتصارع هذه العوامل وبتفاعلها يحدث أزمة وبانتهاء الصراع يحدث النمو والنضج . 2- يطلق على نظرية اريكسون " النظرية النفسية الاجتماعية " في النمو حيث أنها تتناول الدوافع الحيوية والانفعالية وطرق التوفيق بينها وبين متطلبات البيئة الاجتماعية . 3- بنى اريكسون نظريته على مبادئ التحليل النفسي كما قدمها فرويد و وازى اريكسون بين النمو النفسي والاجتماعي التي قدمها هو وبين مراحل النمو النفسي الجنسي التي قدمها فرويد . 4- تناول اريكسون مراحل نمو الأنا وتكوين الشخصية على نسق نمو الجنين حيث يتوالى ظهور أعضاء معينة في أوقات معينة حتى يتكون الطفل كاملا في النهاية وكذلك تنمو الشخصية فيسير نموها في تتابع ومراحل لتتكون في النهاية الشخصية ككل . 5- يتتابع نمو الشخصية في ثمانية مراحل من الطفولة إلى الشيخوخة . ص14) مراحل النمو النفسي الاجتماعي كما وتشكل المرحلة الخامسة أساس هذه الدراسة حيث أن عينة الدراسة تمر بأهم مراحل النمو وأخطرها خلال هذه المرحلة . ومن الجدير بالذكر أن الإحساس بالثقة هذا لا يعتمد على كمية الطعام الذي يتناوله الطفل ولا على إظهار المحبة له ، (الغصين، 15) ص14) المرحلة الثالثة: الإحساس بالمبادأة مقابل الإحساس بالذنب من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات) . ويكون النمو النفسي في هذه المرحلة مرتكزا على إن الهوء والانا ، والأنا الأعلى تبدأ في العثور على توازن متبادل في الفرد. 2007) ويجب على المربين السماح للطفل باكتشاف البيئة من حوله والتجريب المعرفة كيف يسيطر على حركاته حيث أن الطفل يكون بحاجة إلى رفقة الأطفال الآخرين ليشتركوا جميعا بالتنفيس عن أزمات حياتهم باللعب . ويجب توجيه الطفل بتجاوز أخطاؤه أما إذا استمر المربون بأشعاره بخطئه فيما يفعل فعندها ينشأ وهو يشعر دائما بارتكاب ذنب يلازمه طيلة حياته . (الغصين، ص15) في هذه المرحلة يستطيع الطفل أن يكلف نفسه لأداء العديد من المهارات والمهام وذلك بتطوير إصابة بالعمل والكد والمثابرة ليصبح فردا قادرا على التحصيل والإنجاز الدراسي والدراسة واللعب ركنان هامان في تكوين الإحساس بالشعور بالجهد، تمتد هذه المرحلة طيلة فترة المراهقة ويتميز المراهق بالتأثر بالتغيرات الفسيولوجية والعقلية التي تثير الكثير من الشكوك لديه وبالتالي تولد لديه التردد في القيام بالمهام المناطة به ، وهمه الأساسي هو الاعتراف بهويته بأنه أصبح رجلا ولم يعد طفلا ، وإذا شعر بأن المشرفين على تربيته ما زالوا يتعاملون معه وكأنه طفل ، ويطلق ( عبد المعطى وقناوي (2001) على النمو في بداية مرحلة المراهقة تزويعة النمو حيث أن هذه المرحلة هي أعنف ما يواجهه الإنسان في مراحل تطوره ، فالجسد يعود ليقحم نفسه على الوجود من خلال نموه المفاجئ في الحجم والشكل علاوة على التغيرات الكيميائية الهرمونية ) ، مما يسبب للشاب هزة في كيانه تجعله يفقد التعرف على نفسه فيسأل في النجاح ويعمق " من والالتزام بالذاتية، وتعقيبا على ما تم طرحه من خصوصية المرحلة الخامسة ترى الباحثة أن الأزمة النفسية الاجتماعية في هذه المرحلة تتشكل في مفهوم الإحساس بالهوية مقابل غموض الهوية من وجهة نظر المرافق حيث انه يمر بفترة تخيط وحيرة في البحث عن كيانه وهويته الذاتية، كما أن السؤال الرئيسي لهذه المرحلة : " من أنا؟ والي أين أسير في حياتي ؟ وأزمة الهوية تحصل دائما في هذه المرحلة نتيجة التغيرات التي تحدث لدي الفرد من تغيرات نفسية وجسدية وعقلية تستلزم الاهتمام والرعاية الدائمين مع ضرورة التفهم المشاعر المرافق خلال هذه الفترة و يشكل تكوين مجموعة أصدقاء والشعور بالاستقلال عن الأسرة المهمة الأساسية للمراهق في هذه المرحلة والتي يسعى لتحقيقها ليتمكن من الشعور بكيانه كشخص منفرد مستقل. والنتيجة الإيجابية لهذه المرحلة تكوين علاقات صداقة قوية ، جاهزية خطة الحياة للمستقبل في حين أن أهم أشكال النمو النمو الجسمي والانفعالي ( النفسي) ، العضوية في جماعة الأصدقاء (الغصين، ص16) - المرحلة السادسة : الإحساس بالألفة مقابل الإحساس بالالغزال (من 18-35 سنة) ويرى اريكسون أن تحقيق النضج الجسمي للأفراد ( الشباب البالغ ) في هذه المرحلة يتضمن نصوا نفسيا واجتماعيا مستمرا وخاصة الألفة الاجتماعية مع الجنس الآخر تمهيدا لاختيار شريك الحياة في العلاقة الزوجية ، 2008، المرحلة السابعة : الإحساس بالتولدية مقابل الإحساس باستغراق الذات من 35 سنة وحتى سن ويصفها ( ملحم 2004 ) بأنها من أطول مراحل العمر وأكثرها خصوبة وعطاء ، فبعد أن يمارس الإنسان اختياره في مجال الحب والعمل يتزوج ويرسخ أساس الاستقرار الأسرى، ويختار العمل الذي يستطيع من خلاله أن يحقق ذاته ويصل إلى نقطة يسأل فيها وماذا بعد ؟. المرحلة الثامنة : الإحساس بالتكامل مقابل الإحساس بالياس سنوات التقاعد حتى الممات هذه المرحلة هي خلاصة للمراحل السابقة وتوجهاتها ويجلس الفرد ليحاسب نفسه عما مضى ويتأكد من مساهمته في إنشاء الجيل الجديد وإذا كان دوره في ذلك ايجابيا فعندها يتولد لديه الإحساس بالتكامل أما إذا كان دوره فيما مضى سلبيا فعندها يتولد لديه الإحساس باليأس وقوات الفرصة للتعويض لأنه في نهاية العمر . ( جبر و النابلسي، (1995) من خلال عرض المراحل النمائية يلاحظ أن هناك جانبا إيجابيا وجانيا سلبيا في كل مرحلة من مراحل نمو الفرد، (الغصين، 2008، 4/ الانتقادات الموجهة للمدرسة التحليلية الحديثة توجد العديد من الانتقادات الموجهة للتحليل النفسي التحليلي، 1- عدم الدقة العلمية: ينتقد البعض التحليل النفسي التحليلي لعدم الدقة العلمية في رصد وتحليل الأحداث النفسية. 2- التحيز الثقافي: يعتبر التحليل النفسي التحليلي تقنية ثقافية، حيث يتوقف تفسير الأحداث النفسية على الخلفية الثقافية للمحلل النفسي. 3- غموض الأساليب العلاجية: ينتقد البعض التحليل النفسي لقدرته المحدودة على التوصل لأساليب علاجية فعالة، وعدم وجود معايير واضحة لفعالية هذه الأساليب. 4- الزمن المطول: يحتاج التحليل النفسي التحليلي إلى وقت طويل لتحقيق نتائج ملموسة،