السلام عليكم ورحمه الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احب ان اشكر الاخوه القائمين على معهد مدارج للبناء العلمي فجزاهم الله خيرا على حرصهم وعلى بدرهم في تنسيق وترتيب مثل هذه اللقاءات العلميه من برنامج تسهيل الله جل وعلا ان ينفع بها اخوان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح ولا شك انكم ايها الكرام ترون الموضوع وهو اداب طالب العلم وهم من الموضوعات المهمه وتتاكد اهميتها في زمننا المعاصر ولهذا فان الله جل وعلا رفع شان العلماء ورفع قدرهم قد جاءت الايات والاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل العلم والعلماء ولابد قبل طلب العلم ان يكون طالب العلم ملما في بعض الوصايا وبعض الاداب ولهذا كانت طريقه العلماء التاليف في هذا الباب فالف ابن جماعه تذكره السامع والمتكلم والف حتى من المعاصرين من اخرهم الشيخ بكر ابو زيد كتاب الحديث طالب العلم وشرحها الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى وهذا العلم شانه عظيم ولهذا بواب البخاري رحمه الله تعالى فقال باب العلم قبل القول والعمل ثم قال وذكر قوله سبحانه فاعلم انه لا اله الا الله وبدا بالعلم لان العلماء هم ورثه الانبياء وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا الى الجنه ولهذا قال انما يخشى الله من عباده العلماء وقال سبحانه ما يعقلها الا العالمون وقال سبحانه وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير وقال سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ولهذا قال عليه الصلاه والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه بالدين والعلم بالتعلم ولهذا يقول ابو ذر رضي الله عنه لو وضعتم صامته على هذه واشار الى قفاه ثم ظننت اني انفذ كلمه سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تجهزوا ولهذا يقول ابن عباس رحمه الله ورضي عنه في تفسير قوله سبحانه كونوا ربانيين يعني علماء فقهاء والربان هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كتابه وصغار العلم ومن اهمه البودات به هي التادب باداب طالب العلم لان هذا العلم مقامه كبير وهو مقام ورثه الانبياء ولهذا لطالبه ان يتحلق ويتحلى باخلاق فاضله وصفات حسنه ولهذا يعني في هذه الدقائق المعدوده باذن الله تعالى نوصي بوصايا لعل الله جل وعلا ان ينفع بها ولا هذه الوصايا لابد يعلم طالب العلم ان مدار الاعمال على النيه ولا يصح العلم الا بامرين الاخلاص والمتابعه واذا قيل ان العلم صلاه السر وعباده القلب ولهذا قال عليه الصلاه والسلام انما الاعمال بالنيات وقد روى الامام ابو داود رحمه الله تعالى نبيهم رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعلم التغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه الا ليصيب به عرض من لم يجد عرف الجنه يوم القيامه وعرض الجنه يعني ريحها ولهذا كان لزاما على من يعني سار في هذا الطريق ان يجرد نيته وان يتعاهده لان من جعل العلم الذي يحظى به منصب منصب الدنيا الزائله فهو متوعد بالعقاب الاليم يوم القيامه لهذا خرج الامام مسلم في صحيحه من حديث خالد بن الحارث قال حدثنا ابن جريج قال حدثني يونس ابن يوسف عن سليمان بن يسار انه قال تفرق الناس عن ابي هريره رضي الله عنه فقال له ناتل اهل الشام في روايه من روايات هذا الحديث انه قال له ناتل الشامي وهذا ناتل هو ناتل بلقيس الحزام الشامي ومنها الفلسطين وهو تابعي وكان ابوه صحابيا وكان ناتل هذا كبير في قومه فيروي ويقول ان الناس هذا يحدث فيقول حدثنا يا ابو هريره بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابو هريره سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول الناس يقضى يوم القيامه عليه رجل استشهد فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهد قال كذبت ولكنك قاتلت لاني قال جريء فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى اوقف النار ورجل تعلم العلم وعلمه قرا القران فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم علمته وقرات فيك القران قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرات القران ليقال القارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى اوقف النار ورجل وسع الله عليه واعطاه من اصناف المال فاتي به يوم القيامه فعرفه نعمه فعرفها قال فما علمت فيها قال ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيه الا انفقت فيه قال كذبت ولكنك فعلت يقال هو جواد فقد قيل ثم امر به فسحب عياذا بالله على وجهه بالنار وهذا الحقيقه حديث مخيف لمن تامله ولهذا كان التنبيه على النيه وتعهدها في هذا الجانب امر مهم للطالب العلم فهؤلاء الثلاثه عملهم جليل سواء كانت الشهاده في سبيل الله او تعليم العلم او الانفاق في سبيل الله وكلها اعمال عظيمه في ميزان الاسلام ولكنهم احبطوا ثواب عملهم بسبب طلب الشهره بين الناس ظهور ولهذا قيل قديما حب الظهور يقسم الظهور فكانوا فكان جزاءهم اولا شعر بهم النار يوم القيامه حطبا لجهنم لانهم ارادوا ان يكون اول الناس وعلى راس الناس فعاقبهم الله بمثل قصدهم وجزاء من جنس العمل وما ربك بظلام للعبيد لهذا فان البحث عن الشهره والحقيقه خلل في عقيده التوحيد وانقلاب في مفاهيم الغايه البشريه في الوجود ونكسه في ترتيب الاهتمامات ولهذا هو من مداخل الشيطان وسماه النبي صلى الله عليه وسلم الشرك الخفي وهو الرياء وما بني الناس اليوم بمثل هذه الافه خاصه مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي فاصبح لكل شخص منبر يتحدث فيه ويتكلم ويسمع له الناس ويراه فيه ولو راى طالب العلم كيف كان هدي الصحابه رضوان الله عليهم وكيف كان صمتهم رضوان الله عليهم فهذا مثلا بريده بن حصيب يقول شهدت خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان بريده رضي الله عنه في من صنعت حتى رؤي مكاني الناس وعلي ثوب احمر فما اعلم اني ركبت في الاسلام ذنبا اعظم علي منه يعني من الشهره لما راوا للناس وكنت علامه بهذا اللباس الذي راوني فيه وهذا ايضا خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما امره عمر بن الخطاب الخليفه ان يترك قياده الجيش لابي عبيده بن الجراح قال سمعا وطاعه لامير المؤمنين وهذا موقف والله يحسد عليه ولو يعني تعرض له يعني احد في هذا العصر في هذه المكانه بشهره سيف الله المسلول خالد لما ترقيات الجيش ولما ترك هذه الشهره بل قد ينقلب على اميره وقد يحاربه ولكن خالد رضي الله عنه الاخلاص لله كان دينه وكذلك الفرار من الشهره وحب الظهور ومن العجب ان يحج مع النبي صلى الله عليه وسلم ما يربو على 100, 000 صحابي فلم يقدر ابن حجر العسقلاني على قوه حفظه وسعه اطلاعه ومهاره بحثه ان يجمع لنا في اكثر من 8000 صحابي من حج مع النبي صلى الله عليه وسلم فاين الباقون ومن نظر في كتاب الاصابه لمن حجر وجد ذلك ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي ولو كانت الشهره منقبه تتشوق لها النفوس الكريمه لاكرم الله بها سادات الدنيا من الانبياء والمرسلين الذين بعث منهم ما يزيد على 300 رسول واكثر من 100 الف نبي ورغم ذلك لم يحفظ لنا القران سوى اسماء 25 رسولا لا غير ولهذا كان هذا السلف الامه على هذا المنهج وعلى هذا الطريق ولهذا قال ابراهيم بن ادهم ما صدق الله عبد احب الشهره ولماما احمد امام اهل السنه الذي كان يحفظ 1, 000 حديث كان يقول اريد ان اكون في شعب لمكه حتى لا اعرف قد بليت بالشهره لكن هل يقال ما دام العلم يحفه هذه المخاطر فيكون الانسان بعيدا عنه ويدعى ويكون من عوام الناس الجواب لا يتعاهد النيه وهذا التخدير وهذا التلبيس الذي قد ياتي للمرء هو من طرق الشيطان ولهذا جاء عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان يقول ما لست شيئا اشد علي من نيتي وما اجمل ما قاله ابن قتيبه وهو المتوفى سنه 276 في وصف حال صدر هذه الامه فكان يقول كان طالب العلم فيما مضى يسمع ليعلم ويعلم ليعمل ويتفق في دين الله لينتفع وينفع وقد صار الان يتكلم عن وقته وعن زمانه وهو متوفى في 2006 في القرن الثالث قالوا قد كان وقد صار الان يسمع ليجمع ويجمع ليذكر ويحفظ ليغلب ويفخر وهذا لم يعني يدرك ما عليه وقت المعاصر من برامج التواصل التي سهلت الطريق ومهدت الطريق لمن اراد الشهره ومن اراد الظهور ولهذا يجب على المرء وعلى طالب العلم خصوصا ان يجاهد نفسه على التخلص من كل ما يشوب نيه في صدق الطلب يحب الظهور والتفوق على الاقران وجعله سلما للاغراض من جاه او مال او تعظيم او سمعه او طلب محمده او صرف وجوه الناس اليه فان هذه وامثالها اذا شابت النيه فانها تفسدها وتذهب بركه العلم ومن الوصايا ان يكون طالب العلم على جاده السلف الصالح فكما قيل كل سلفيا على جاده السلف الصالح من الصحابه رضوان الله عليهم فمن بعدهم ممن اقتفى اثرهم في جميع ابواب الدين في التوحيد في العبادات وغيرها متميزا بالتزام اثار النبي صلى الله عليه وسلم وتوظيف السنن على نفسك وترك الجدال والمراء والخوض في العلم الذي لا ينفع مما يجب الاثام من نيل من الاعراض وتتبع الزلات وان يكون هدف المرء وهدف طالب العلم هو الحرص على اقتفاء سنن الرعيل الاول وما كان عليه صدر هذه القرون من تتبع الاثر والتمسك به ولهذا جاء بن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول من كان منكم متاسيا باصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فانهم كانوا ابر هذه الامه قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا واقومها هديا واحسنها حالا قوم اختارهم الله لصحبه النبي صلى الله عليه وسلم فعرفوا لهم فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا اثرهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم وايضا جاء عنه رضي الله عنه كما عند الدار في السنن انه قال انكم ستحدث ويحدث لكم فايما امرئ في ايما سواء كان رجلا او امراه ادرك ذلك فعليه بالامر الاول والسمت الاول فانكم اليوم على الفطره ولهذا كان الامام احمد يقول اصول السنه اصول السنه عندنا التمسك ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ومن الوصايا في هذا الباب ان يحذر طالب العلم الكبر وان يلزم التواضع والكبر صفه قبيحه حتى قيل انها اول ذنب عصي الله به وهو ابليس لما تكبر على السجود وهذا الداء للاسف انتشر وبلي به بعض من ينتسب الى العلم ومن المتعالمين وكان العلماء الاوائل يعلمون تلاميذهم التواضع قد جاء عند الطبراني باسناد رجاله ثقات ان صفوان بن عسال رضي الله عنه لما جاء يطلب العلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بطالب العلم وكان ابن مسعود رضي الله عنه اذا اتى طلابه قال لهم انتم دواء قلبي ولهذا فان التطاول على المعلم والا على الشيخ في الحلقه هو الحقيقه كبرياء واستنكار بن عبد الله المزني رحمه الله انه كان يقول سمعت انسان يحدث عن ابي انه كان واقفا بعرفه فقال لولا اني فيهم وهو امام ومحدث وجبل في العلم قال لولا اني فيهم في عرفه لقلت قد غفر الله لهم فانظر الى احتقاره لنفسه وازدراء وخوفه من اثر ذنوبه على نفسه وعلى الناس فقال لقد قلت قد غفر الله له عرفه ولهذا علق الذهبي على هذه المقوله فقال كذلك ينبغي للعبد ان يجري على نفسه وان يهضمها ومن الوصايا المهمه في هذا الباب ان يحرص طالب العلم على عماره قلبه بخشيه الله جل وعلا وتعظيمه ولهذا كان الامام احمد يردد ويقول اصل العلم خشيه الله تعالى هو هذا اصل العلم هو خشيه الله ان يورثك هذا العلم الذي تتعلمه لخشيه الله وهي الثمره وهي ثمره العلم ولهذا خير البريه خير الناس من يخشى الله تعالى وما يخشاه الا عالم كما قال سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء ولا يغب عن ذلك فان العالم لا يعد عالما الا اذا كان عاملا ولا يعمل العالم بعلمه الا اذا لزمته خشيه الله جل وعلا وهذا ما يحتاج الحقيقه طلبه العلم اليوم ان يعملوا بهذا العلم الذي تعلمه ودرسوا وكان حجه عليهم ولهذا سبق الصحابه رضي الله عنهم القوم بسرعه الامتثال والاستجابه للنبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال سبحانه وما كان لمؤمن ولا مؤمنه اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيره من امرهم ولهذا كان الصحابه رضي الله عنهم عندهم سرعه الامتثال وسرعه الاستجابه لاوامر الله واوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا جاء في مسند الامام احمد من طريق يحيى بن سعيد عن حميد عن انس قال كنت اسقي يقول انا كنت اسقي ابى عبيده بن الجراح وابي بن كعب وسهيل بن بيضاء ونفر من اصحابه عند ابي طلحه كان يسقيهم الخمر قال حتى كاد الشراب ياخذ منهم قالوا اتى اتي من المسلمين فقال اما شعرتم ان الخمر قد حرمت فما قالوا حتى ننظر ولا حتى نسال ولا تحققوا من الخبر ولعل هذا المنادي يهم قالوا مباشره يا انس يكفي.