بالرغم من أن الأرباح الاقتصادية المرتفعة تعتبر أمرا غير مرغوب فيه لدى المستهلكينإلا أن أحدا لا يستطيع أن ينكر الدور المهم الذي تلعبه هذه الأرباح في الحياة الاقتصادية. فإذا لم يكن هناك أمل في تحقيق أرباح جيدة، فإن رجال الأعمال لن يقدموا على استثمار أموالهم وجهدهم دون طائل،وبالتالي لن تتحقق المشاريع الإنتاجية التي تشبع حاجات ورغبات أفراد المجتمع. وإذا نظرت حولك وتساءلت لماذا لا يقوم المستثمرون في القطاع الخاص باستثمار أموالهم في إنشاء بعض المشاريع، مثل بناء منارة على البحر أو إنشاء طرق وجسور، أن مثل هذه المشاريع غير مربحة. هو الذي يحقق أرباحا لتلك المؤسسات. فالأرباح هي التي تغري رجال الأعمال بتوجيه استثماراتهم في مشاريع معينة دون سواها. وكلما كانت هناك أرباح غير اعتيادية في صناعة ما، دخلت مؤسسات جديدة إلى تلك الصناعة. خرجت المؤسسات من تلك الصناعة. فالوظيفة الرئيسة للأرباح في ظل نظام السوق، هي توجيه الموارد الإنتاجية بما يتلاءم وأذواق المستهلكين ورغباتهم، فهي إشارة إلى المؤسسات الإنتاجية بأن المجتمع يرغب في توسيع صناعة ما. وبالمقابل فإن الخسائر ، هي إشارة إلى المؤسسات الإنتاجية بأن المجتمع يرغب في تقليص صناعة ما. ومن ناحية أخرى فإن الرغبة في المزيد من الأرباح هي التي تغري أصحاب المشاريع على الإنفاق في مجالات البحث والتطوير، وتدفعهم إلى تشجيع الاختراع، وزيادة الإنتاج،