ظهر الإسلام بعد أن استشرى الجهل والظلم في القبائل العربية، فجاء ليضيء للبشرية جوهر وجودها، ولينقلها من شريعة الغاب إلى العدل والرحمةو من استبداد الظالم إلى الرحمة والعفو والتسامح.مع بزوغ فجر الدين الجديد (الإسلام) سنة ٦١٠م، وانتهاء الإيديولوجية الجاهلية، طرات تبدّلات وتغيرات على مختلف الصعدة الدينية والاجتماعيةوالسياسية واللغوية والأدبية. فعلى الصعيد الديني، قام الإسلام بتعاليمه على أسس ثابتة راسخة مستندة إلى القرآن الكريم من جهةٍ، وإلى الصادق الأمين محمد(ص) من جهة ثانية فتكاملت الدعوة وانتشرت. سلطة الرجل، وكرم المرأة، كما عمل على نشر مفاهيم الإخاء والمحبة والعدلوالصدق والأمانة. وأما على الصعيد السياسي، فحاول الإسلام تغيير الدستور والنظام اللذين كانا سائدين في الجاهلية، ووضع أسسا للقضاء مستوحاة من القرآن،الرابطة الدينية بين الأفراد محل الرابطة العصبية. أما اللغة والأدب، فنلاحظ أن الدين الجديد قد رفعهما من مضامين الجاهلية إلى السُّمُو في المعاني والتهذيب في اللغة والبراعة في الأسلوب وخصوصا في الخطب والرسائل الإدارية فساهم في خلق فن أدبي جديد هو فن الخطابة، لأنه يمثل الوعاة الأمثل،