وكان حليماً مع من خاصمه وخالفه أو رفض استعمال الأدوات الحديثة. أما عندما تكون المخاصمة ضد الولاية العامة التي هي لمصلحة الجميع ويكون التعرض للآخرين ولمصالحهم بسوء فإنه يواجههم بكل حزم وقوة. إن التقدم الذي عمل الملك عبد العزيز لتحقيقه خطا فيه في عشرات قليلة من السنين خطاً تستغرق قروناً طويلة، فقد أعاد إعمار الحرمين الشريفين، وبنى موانئ وأرصفة ووفر الماء، ونفذ مشروعاً ضخماً لخط سكة حديد الرياض - الدمام، وأصدر الأنظمة الحديثة وابتعث المواطنين للتدريب والدراسة خارج البلاد. كانت سياسته الخارجية وعلاقاته الدولية أنموذجا في الحكمة والنجاح، فقد تمكن من إنقاذ بلاده من المساس بسيادتها، وتعامل مع الدول العظمى مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بمبادئ واضحة وأسلوب دبلوماسي صحيح استند فيه إلى ما يحقق المصلحة للبلاد، وقاد بلاده بكل حكمة وذكاء واستقلال فريد من نوعه في عالم السياسة الدولية، بل استفاد منها لمصلحة بلاده، وأصبحت المملكة ركناً لمواقف الشرف والدعم لقضايا العرب والمسلمين والاستقرار للسلام العالمي.لذا جاء اختيار المملكة العربية السعودية عضواً مؤسساً لهيئة الأمم المتحدة من بين 50 دولة في العالم دليلاً على حسن سياسته ونجاحها. واليوم تتحقق رؤية الملك عبد العزيز ونتائج سياسته عندما اختيرت المملكة العربية السعودية ضمن دول مجموعة العشرين.توفي الملك عبد العزيز رحمه الله في الطائف في عام 1373هـ بعد رحلة طويلة من العمل الوطني المخلص وتأسيسه المملكة العربية السعودية على أسس واضحة ومبادئ قوية وراسخة.وتولى بعد وفاته الملك سعود بن عبد العزيز ليكمل بناء المملكة العربية السعودية.