مسألة المنهج عند جون ستيوارت مل مسألة المنهج عند جون ستيوارت مل مسألة المنهج عند جون ستيوارت مل يحسن بنا، من الناحية المنهجية لفت الإنتباه، وكانوا أبناء عصر التنوير، وقد كانوا يؤمنون بضرورة توجيه روح العصر الحديث، التي تعمل لخير البشرية، فكانوا شكاكا ووضعيين إزاء المشكلات الميتافيزيقية المفارقة للواقع المعيش كما رفضوا الفلسفة اللاهوتية. دافيد هيوم، 2- نبذة عن حياة جون ستيوارت مل: كان أعظم الفلاسفة النفعيين، تعلم اللغة اليونانية في سن الثالثة من عمره. كما تعلم اللغة اللاتينية في سن الثامنة من عمره، اطلع على قدر كبير من الأدب اليوناني والروماني في طفولته. قضى عاما في جنوب فرنسا، وهو في سن الرابعة عشر من عمره، مع شقيق جريمي بنتام، اكتسب العادات الفرنسية وقرأ الأدب الفرنسي وتعلم اللغة الفرنسية. فأصبحت هذه الأخيرة أساس تفكيره. على أساسها، سيغير نظرته أو موقفه إزاء مصدر الرياضيات. ودرس باللغة اليونانية كثيرا من كتب أفلاطون الذي أعجب به باستمرار. وبعد وفاة زوجته، أكمل كتابه العمدة الموسوم ب: "الحرية"، وبعضا من مقالاته المهمة ومنها: "الحكومة النيابية"، 3- موقف جون ستيوارت مل المناهض من الفلسفات المثالية العقلية: وهي انطباعات حسية، تتسكل على اثرها معارفنا بالعالم الخارجي في عقولنا. بحكم أننا لا نعرف الجوهر أو الحامل بكيفية وراثية أو فكرية ما يعتقد روني ديكارت، أو بطريقة قبلية كما كان يعتقد إمانويل كانط. لا بد أن ينتقل بالضرورة، بصفته تجريبيا، ينطلق من فكرة مفادها أن الصفات أو الأنواع الحقيقية كما يسميها، توجد في العالم المعيش، في الطبيعة الخارجية، نوع حقيقي أصله الطبيعة الخارجية أو المادة. وهي ليست فكرة مجردت غرست في ذهن الإنسان كما يعتقد الميتافيزقيون. ومثل هذه الظواهي هي أنواع حقيقية، واقعية، ليست عرضية، وليست تصنيفات تعسفية وضعناها من أنفسنا أو عقولنا، وهذا ما يدل – حسب مل – ععلى مسألة حضور أسباب حقيقية في الطبيعة تحدد معارفنا. وهو نفسه تصور مل للعلة الذي يشبه ما يطلق عليه دافيد هيوم تسمية مبدأ العلية الذي مفاده أن: الحدث الذي يسبق حدثا على الدوام يكون علته. والجدث الذي يتبع حدثا آخر على الدوام يكون معلوله. وتثبت بذلك وجود حتمية طبيعية. أو أنها تحدد الظاهرة الطبيعية أو العلو والمعلول. لأن الأنواع الحقيقية موجودة في العالةم الخارجي، أكثر من ذلك إنها هي الطبيعة في حد ذاتها. مثال: وليكن (أ)= ظاهرة طبيعية معينة كالنار. وليكن (ب)= ظاهرة طبيعية تفسر السابقة عنها وهي الحرارة أو الإحتراق أو الخطورة. ينتقل كل هذا إلى أذهاننا ويتشكل في صورة انطباع حسي يمثل أفكارنا وإدراكنا للعالم الخارجي. أ‌) الظاهرة الطبيعية، الأنواع الحقيقية، وعليه، فجون ستيوارت مل الذي يقبل مسألة الأنواع الحقيقية ومبدأ العلية كمصدر لمعارفنا، وهو لا يرد تحويل الطبيعة، بل يرى أن معارفنا هي نتيجة التجربة، من هنا راح ينكر القول بالحقائق التي تعرفها بصورة قبلية كما زعم المثاليون. فكل معرفة تتكون أساسا من التجربة الحسية. ولا يستثني الرياضيات من ذلك. لأن قوانين العدد مستمدة من ملاحظتنا أو مشاهدتنا أشياء مادية، طبيعية، وليس بضرب من ضروب المطلق؛ إنه موجود في العالم الخارجي كنوع حقيقي. كما كان ضد كل من يقول بغياب مبدأ العلية في الإرادات البشرية. ويقول بحضور حتمية اجتماعية تحدد ارادات وحريات الأفراد.