ظل ابو عبد الرحمن يحدق في هذا الخندق ويرن في عقله هذا السؤال ولما لا لما لا أسرق؟، اشتعلت الفكرة في رأس ابو عبد الرحمن حتى أنه وجد أن الوقت الحالي مناسب مع قرصة البرد والمطر مما يجعل من الحارس لا يهتم بالحراسة مما يتيح له الفرصة لإتمام ما انتوى عليه، كم كان يضيق ابو عبد الرحمن بهذا الرجل ولكن بدأ ابو سمير يهذي بكلمات أقرب للجنون عن ان أكياس الطحين تخرج من تلقاء نفسها من المخازن وتمر من هنا وهو له نصيب فيها فضاق به أكثر، وهنا انتقل ابو سمير من الهذيان إلى الحديث العاقل فقال له انظر يا ابا العبد ما علينا سوى اخراج الأكياس والحارس سيعيننا بتسهيل الدخول والخروج وموظف الهيئة الأجنبي سيبيعها وكل يأخذ ماله. كان هناك صراع دائر بين العقل والقلب لدى ابا عبد الرحمن، العقل يخبره بأن الامر أعقد وأعمق من عملية سرقة بسيطة، عاد العقل للسيطرة وهو يحلل هل هذا هو السبب في كل هذه الكسرة والحسرة التي يمر بها سكان المخيمات حين يخبرهم موظف الهيئة الاجنبي أنه لا يوجد طحين كافي، هل يقومون بسرقته وبيعه لمن يقدر هل هذا سبب ما مر به كل ليلة مع زوجته وطفله ويمر به كافة سكان المخيمات، وهنا لم يجد ابو عبد الرحمن نفسه إلا وهو يهوي على رأس ابو سمير بالرفش الذي يحمله وهو يردد إن الطحين لن يتأخر توزيعه هذا الشهر،