يتناول هذا الكتاب التركيب النحوي في شعر المتنبي من خلال منظور نظرية التلقي، مؤكداً على دور القارئ في إنتاج معنى النص. يرى المؤلف أن المعنى التركيبي ينشأ من تفاعل القارئ مع مستوى التركيب النحوي، لا كأداة فحسب، بل كركن أساسي في وضع قوانين التركيب نفسها. يناقش الكتاب كيف تسهم تحولات التركيب في "كسر أفق التوقع" لدى القارئ، مما يُحدث الإدهاش. يُقسم الكتاب إلى بابين: الأول يتناول "جدل المبنى والمعنى" في شعر المتنبي من خلال فصول عن "التداخل في وظائف النصب"، "التردد في العلاقات النحوية"، و"المثير النحوي الدلالي". أما الباب الثاني فيبحث "أثر القافية في تشكيل البنى النحوية الدلالية"، متناولاً "العدول عن الأصل" و"مبدأ الاستبدال" في تشكيل القافية، وكيف يساهمان في "كسر أفق التوقع". يُبرز المؤلف التداخل الدلالي في وظائف النصب، لا سيما تداخل الحال مع التمييز، المفعول لأجله، والمنصوب على المصدرية، مستعيناً بأمثلة من شعر المتنبي، ومناقشاً آراء النحاة حول هذه الظواهر، مع التركيز على الجوانب الدلالية والتداولية، وعلاقة ذلك بنظرية النحو الوظيفي.