نظ ًرا للكلفة العالیة للمخاطر ومحدودوية التأمین الذييمكن للمرء الحصول علیه من شبكات التضامن غیر فلا بد للمرء أن يتساءل عن الأسباب التيتَحول بین الفقراء وبین وصولھم للتأمین الرسمي،المرء تأمی ًنا رسمیًا من أي نوع كان في أوساط الفقراء.فالتأمین الصحي والتأمین ضد الطقس وضد نفوق وھي منتجات تأمین معتادة في حیاة تغیب تقريبا في العالموالآن وقد أصبح الإقراض متناھي الصغر شی ًئا يعرفه يبدو أن توفیر التأمین للفقراء قد بات ھد ًفاواض ًحا وممك ًنا للمستثمرين المبتكرين من ذوي المثلالعلیا )وقد أطلقت مجلة فوربس في إحدى مقالاتالرأي بھا على ذلك اسم »سوق طبیعیة بِكر«(.الفقراء يتحملون قد ًرا ھائ ًلا من المخاطر وينبعي أنيكونوا مستعدين لدفع قسط تأمیني معقول حتىيتسنى لھم التأمین على حیاتھم أو صحتھم أو ولأن ھناك بلايین الفقراء فإن رب ًحا ولو كان ضئی ًلا في كلوثیقة تأمین سوف يجعل منه نشاطًا استثماريًا ھائ ًلا، سوف يقدم عونًا كبی ًرا لفقراء العالم.وكل ما يحتاجه الأمر ھو شخص ينظم ھذه السوق،الأمر الذي دفع منظمات دولیة )مثل البنك الدولي(ومؤسسات كبرى )مثل مؤسسة جیتس( لاستثمارمئات الملايین من الدولارات لتشجیع تطوير خیاراتوھناك بطبیعة الحال مجموعة من الصعوبات ال َجلیة وھذه المشكلات لیستمقصورة على الفقراء وحدھم؛أساسیة، وذلك»الأخطار الأخلاقیة«؛ فالناس قد يبدلون سلوكھم )كأنالرعاية الصحیة، وھلم ج ًرّا( عندما يعرفون أنھم لن ولتنظر فيمث ًلا. فإنالوقت. ما الذي سیفعلونه في حال أصبح ذلك مجانًا؟غیر ضرورية، ولا سیما إن كانوا أي ًضا يملكون مختب ًراوھو أمر معھود في كل من الولايات المتحدة والھند( أويدفع في الاتجاه نفسه؛نتیجة،وصف الأدوية، وغالبًا ما يجني الأطباء أموا ًلا أكثر كلماوصفوا مزي ًدا من الأدوية. وھكذا يبدو أن توفیر التأمینالصحي على أساس التعويضات المالیة للمرضى في وضمن دولةأحسن الأحوال،نحو الإفلاس.»الانتقاء المعاكس. فإنھؤلاء الذين يدركون أنھم قد يواجھون مشكلة مامستقب ًلا، إن ذلكتعرف ذلك أي ًضا، إذ يمكن أن يتم إيضاح ذلك ضمن قسطالتأمین.تحديد ھؤلاء الذين ينضمون إلیھا مدفوعین بحاجة آنیةمن جانبھم لرعاية صحیة،ھو رفعھا لقیمة الأقساط التأمینیة على الجمیع.رفع السعر سوف يزيد الوضع سو ًءا،ھؤلاء الذين يعرفون أنھم لن يحتاجوا على الأرجح الأمر الذي يفاقم المشكلةالأصلیة. ولھذا السبب يعتبر الحصول على تأمین صحيبالغ الصعوبة على ھؤلاء الذين لا يمكنھم الحصول علیهعبر الشركات التي يعلمون لديھا. ولھذا السبب يَغ ُلب أنإلزامیة – فإذا كان يتعین على كل شخص الانضمام فإن شركة التأمین لن تتورط مع الفئات عالیةالمخاطر فحسب.أما المشكلة الثالثة التي تعترض ذلك فھي ما يعرفبالغش الصريح: فما الذي يمنع مستشفى ما من أنتقدم لشركة تأمین مجموعة مطالبات وھمیة أوتكلفتھا بكثیر؟ وإذا كان ھناك فلاح يطلب تأمی ًنالجاموسته، فما الذي يمنعه من الادعاء بأن الجاموسةقد نفقت؟ وقد ق َّص علینا »ناشیكت مور« و»بندو أنانت«،القطاع المالي الھندي إزاء تطوير أفضل الخدماتالمالیة للفقراء، ق َّصا علینا بخفة ظل مفعمة بالتواضعقصة محاولتھما الكارثیة الأولى التي قاما بھا قبلسنوات طويلة، قررا أنه وحتى يدعي إذ كان يتم بتر سواء كانت مغطاة تأمینیًا أو غیرمغطاة،حضره »ناندان نیلیكاني«، وھو المؤسس والرئیسالتنفیذي السابق لعملاق البرمجیات الھنديةبعمل »بطاقة إثبات ھوية فريدة« لكل ھندي،يشرح خطته من أجل أدلة ھوية غیر قابلة للتكرار. وقدالعینین تمثل م ًعا أدلة كافیة لإثبات ھوية أي شخص وكان » ناشیكت مور« يصغيباھتمام،»مور« صوته قائ ًلا: »كم ھو سیئ أن الماشیة لیستذوات أصابع.شركات التأمین تغطیتھا مقارنة ببعض المخاطر الأخرى.ولنأخذ الطقس كمثال. ينبغي للفلاح أن يقدر قیمةوثیقة التأمین التي تدفع له مبل ًغا معلو ًما )على أساسالمطر في محطة الأرصاد القريبة لما ھو أدنى منالمستوى الحرج. ولأنه لیس لأحد سلطان على أحوالشخص يتعین علیه أن يقرر أي التحالیل أو العلاجاتمطلوبة(،عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحیة، فیبدو أن تأمینأو حوادث – أسھل بكثیر من تغطیة الرعاية الصحیةالتي تقدم في العیادات الخارجیة.يريد أن يخضع لعملیة جراحیة أو لعلاج كیماوي دون فض ًلا عن أنه يسھل التحقق من صحیح أن المبالغة في وصف الدواء يظل خط ًرا لكن تظل القضیة الكبرى وھي فشركة التأمین لا تريد ألا يلتحق ببرامجھاوحتى تتلافي شركات التأمین مشكلة الانتقاءالمعاكس،كبیر من الأشخاص الذين يكون تجمعھم لسبب آخر غیرالصحة،عملاء قروض متناھیة الصغر أو حاملي بطاقات عضوية وتحاول أن تشملھم جمی ًعا في برامجتأمینھا.الصغر للتفكیر في طرح منتجات التأمین الصحي،يتوفر لديھا تجمع كبیر من المقترضین يمكنھا أن تقدملھم المنتجات التأمینیة.للتعثر في السداد حتى وإن كانوا قد اعتادوا الانتظامالشديد قبل ذلك، وفوق ذلك، سیكون من السھولةبمكان تحصیل الأقساط من العملاء،القروض يلتقونھم أسبوعیًا بالفعل – بل وفي واقعفي العام ،2007طرحت شركة »إس كي إسمؤسسات التمويل متناھي الصغر في الھند، برنام ًجاتجريبیًا للتأمین الصحي تحت اسم »سوايام شاكتي«المستشفیات وضد الحوادث.للمجموعات التي ُقدم لھا وذلك لتحاشي الانتقاء ولمواجھة احتمالیة الغش، تم تحديد سقوفللفوائد وجرى تشجیع العملاء بقوة على الذھاب إلى ولجعل العرض أكثرجاذبیة، كان العملاء الذين يذھبون لتلك المستشفیاتتقدم لھم »خدمات تأمین غیر نقدية«: إذ لا يتعین علیھمولدى طرحھا للمنتج لأول مرة، لكنالعملاء رفضوه،إلزامیًا فقط عند تجديد القرض لأول مرة.أن بعض العملاء قرروا ألا يجددوا قروضھم، وبعد أشھر قلیلة، شھدتمعدلات التجديد لقروض »إس كي إس« تراج ًعا من 60في المائة إلى حوالي 50في المائة.التي تعمل في التمويل متناھي الصغر عن طبیعةعملنا مع »إس كي إس«،للتأثیر الناجم عن طرح برامج تأمین صحي ملزمة لعملاءالقروض متناھیة الصغر، إننيالمنتج إلزامیا، حصلنا على المزيد من العملاء. إن عملاءمن »إس كي إس« دون القبول ببرنامج التأمین،عثروا على ثغرة.تجديدھم للقرض،يكن يتعین علیھم سداد القسط الجديد.المقاومة، تراجعت »إس كي إس« وقررت جعل المنتجطوعیًا.عملاء قلیلین سوف يصبح مرة أخرى عرضة للانتقاء ولذلك شھدت تكلفةالتغطیة التأمینیة لكل عمیل زيادة ھائلة،خسائر بشركة »آي سي آي سي لومبارد« وھيالشركة التي كانت »إس كي إس« تطرح التأمین نیابة فطلبت من »إس كي إس« التوقف عن قبول أيطلبات تأمین لعملاء جدد. وقد تعرضت مؤسسات أخرىوذلك في ظل رفض العملاء لإلزامیة الالتحاق بالبرامج.التأمین الذي تعترضه الصعوبات.الباحثین،معھد ماساتشوستس،الطقس. ويقدم البرنامج،الذي تناولناه أعلاه، مبل ًغا معی ًنا من المال عندما يقلتسويق المنتج في منطقتین في الھند – ھما ولايتاجوقارات وأندرا براديش – وكلاھما منطقتان جافتان وفي كلا المنطقتین، وقد جربت الشركة ُسب ًلا شتى لطرح وتقديمالتأمین للفلاحین،للبرنامج متدنیة للغاية؛ ففي أحسن الأحوال، اشترىعندما قام موظفو مؤسسات التمويل متناھي الصغرللترويج للمنتج. و على الرغم من ذلك،