تروي الفقرة مشهداً مؤثراً يجمع بين الفرح والحزن والذكريات. تحيي امرأة رجلًا مسنًا، أبو حمدان، بعبارة "مساك الله بالخير"، ما يُبثّ الفرح في قلبه حتى تلمع دموعه، ربما من شدة الفرح بسماع صوتها أو لكبره في السن. يردّ الرجل بصوت دافئ يريح المرأة ويبعث فيها الانتعاش. تكشف المرأة عن جزء من وجهها لحظة وجيزة، مُظهِرة شفتين حمراوين قبل أن تستر وجهها ثانيةً. يُلاحظ توتر الرجل، الذي يحاول إخفاؤه بفرك شاربه المتناثر، لكن المرأة لا تنتبه لذلك، مُستمتعة بصوته الذي يبدو أكثر شباباً، مُرتاحة لعدم وحدته. تُقدّم المرأة للرجل زعترًا وزنجبيلاً ضد البرد، ثمّ لباناً خاصاً، تُشير الكاتبة إلى أن المرأة تحمل ذكرى زوجها الراحل، سعيد بن مردف، الذي فقد في البحر، مُعيداً إياها إلى ذكريات الماضي، وحلمها بزواج سعيد الذي لم يتحقق. وبعد وفاته، عاشت المرأة وحيدة لسنوات، إلا أن ذكرى سعيد، وربما ذكرى راشد بن ناصر، لا تزال تُرافقها.