يميز عصرنا ثورة اتصالات ومعلومات ووسائط غير مسبوقة، حتى أن الكثيرين يعتبرونها محصلة التقدم المعاصر. فبينما عُرفت العصور السابقة بعصر الصحافة أو الإذاعة مثلاً، يُعرف عصرنا بعصر التقدم في الوسائط والاتصالات، وهو ما انعكس في مصطلحات كالـ"عولمة" و"ثورة المعلومات". أصبحت هذه المفردات شائعة بين الأكاديميين والعامة على حد سواء. يُلاحظ أن مصطلح "الوسائط" نفسه لم يظهر في قاموس أكسفورد إلا في العشرينات من القرن الماضي، بينما زاد الاهتمام بدراسة الدعاية خاصة بعد الحربين العالميتين. وسّع بعض الباحثين، أمثال ليفي شتراوس ولومان، مفهوم الاتصال ليشمل تبادل السلع والسلطة وغيرها. لكن هذا النص يركز على نقل المعلومات والأفكار عبر الكلام والكتابة والطباعة والإذاعة والإنترنت. ساهم العديد من العلوم، كعلم الاقتصاد وعلم الاجتماع، في ظهور دراسات الاتصال والثقافة، وقدّم مفكرون كـ هارولد إنيس ومارشال ماكلوهان وجاك جودي ويورغن هابرماس إسهاماتٍ مهمةً في هذا المجال. يُشدد النص على أهمية دراسة تاريخ الاتصال للعاملين في هذا الحقل.