لا شك أننا أصبحنا اليوم أسرع اتصالاً ببعضنا البعض، بفضل تقنيات الاتصال الرقمي بمختلف وسائله والإنترنت، وتقنيات وسائل التواصل المتعددة وغيرها، بلا شك، والأصدقاء بسلاسة، عبر تلك الوسائل، وكذلك الدردشة بينهم، تحسب لها في هذا المجال. إلا أنها في ذات الوقت ظلت وسائل ذاتتأثير اجتماعي سلبي حقيقي، إذا ما نظرنا إليه من زاوية المنعكسات الاجتماعية السلبية، وكيف يمكن أن تؤدي هذه الظاهرة بتراكم تداعياتها مع الزمن، منكفئ على ذاته، بعد أن ضعفت قدرته على التواصل الوجاهي المباشر مع الآخرين، وطاقته في الالتصاق التام بفضائها الوهمي،كبديل للواقع الحقيقي الذي يعيشه في حياته العملية، التي اعتدنا أن نمارسها في حياتنا اليومية، ولا شك أن ظاهرة العزلة بين الجيل، التي أفرزتها ظاهرة الانغماس الشديد في الواقع الافتراضي، على التفاعل معه، كبديل للواقع الحقيقي، والمصافحة، والقبلة، ليتم اكتفاءنا اليوم برسالة بريد إلكتروني، يفتقر لروح المناسبة،الحاسوب، أو الهاتف النقال، ولا يحزن لفراقنا، ولا يتحسس مشاعرنا، حيث فَقَد الكثيرون ممن أدمنوا منا الانغماس في مواقع التواصل الاجتماعي الافتراضي، وأصبحوا أشبه بأجزاء صماء من مكونات أجهزة الحواسيب، وزملائهم، وخسروا دفء تعبيرات الوجود الإنساني الحقيقي،