كما ذكر بورتو فى كتابة تربية ما بعد الحداثة أن للحداثة هدف وهو البحث عن الإتقان والتمام. عليه أن يتعلم كيف يتقبل عالماً متمثلاً مفتوحاً إلى ما لا نهاية غير قابل للتحديد لأنه شديد التعقيد بعد عوامل ظهور ما بعد الحداثة يرى الكثير من المنظرين في مجال ما بعد الحداثة أن العامل الرئيسي لظهورها هو الردة على ما بعد الحداثة أو فقدان الحداثة لأهليتها، هذا إضافة إلى عوامل أخرى أهمها: 1 - بروز نظرية المجتمع ما بعد الصناعي: والتي عمل على تطويرها علماء اجتماع كثيرون من بينهم الأمريكي دانييل بل والفرنسي ألان تورين، ويرى تورين أن التقاليد الدينية أو الاجتماعية لم تعد هي القوة المسيطرة في عالم اليوم، بل أضحي ذلك موكولا إلى وسائل الإعلام والتقنية والمعلومات ٢- تطور العلم حيث أثبتت البحوث العلمية التي كانت سلاح الحداثة الأكبر - يوما بعد يوم ضالة ما يعرفه العقل البشري، وأنه مخلوق صغير رغم كل قدراته الهائلة، ومن هنا اختلت النظرة إلى قدرة العقل الذي هو مصدر المعرفة المطلق لدى التيار الحداثي، أو كما قال بعض الباحثين قامت الحداثة على العقل لكنها هي التي دمرت العقل ظهور تيار ما بعد البنيوية والذي كان من أهم راوده ميشيل فوكو، وكما يقول وليم إنج لقد كان الإيمان بالتقدم هو القوة المحركة للغرب طوال ما يقارب المائة والخمسين عاما،