كانت باخرة الشحن البرتغالية القديمة (اوبورتو)تمخر عباب المحيط الأطلسي وعليها حمولة ‏من الحاويات الموجهة إلى ريو دي جنايرو ‏بأمريكا الجنوبية كانت قد خرجت من مناء فارو ‏بالبرتغال وتبحر ‏بمحاذاة شواطئ المغربية قبل الاتجاه غربا ‏ ‏وكان البحر هادئا ‏كأن منظر الغروب الدامي خدره و هدأ حركة امواجه دق جرس التليفون في قمرة الربان العجوز سانتياغو دي ساراييفو الذي كان منهمكا في صقل سوار ذهبي فوضع السوار و التقط السماعة جاءه صوت نائبه رود ريغو من برج القياد يخبره بأنه شاهد جثة طافية على الماء و يطلب منه التعليمات وضع الربان قبعته البحرية على رأسه و صعد السلم الى غرفة القيادة و ناوله مساعدة المنظار المقرب كانت جثة الغريق على ظهرها على غير العادة و ذراعاها حول لوح مربع من لحاء الفلين السميك ظن القبطان رودريغو ان الربان سيكتفي بالنظر و يعود الى قمرته ‏للاستئناف ‏هي وأية هي المفضلة ‏تصميم الحلي ‏النفسية التي اكسبته مالا و شهرة عالمية قال الربان ‏وهو يدقق النظر ‏انها امرأة ‏وأمر بإسكات الحركات و التوقف لإنتشالها و فوجئ القبطان الذي ‏يعرف مسؤولية ‏مثل هذا التصرف وما سيتلوه ‏من استنطاق ‏السلطات وملء اوراق قانونية في اول مرفا الى غير ذلك من وجع الدماغ و لكنه اصدر اوامره دون مراجعة و تجمع البحارة ينظرون الى الجثة العائمة بعيون يملأها مزيج من ‏الخوف والحزن والفضول ‏وعاد زورق الإنقاذ بجثة الغريقة كانت لفتاة في سن المراهقة بين حوالي السادسة عشرة و السابعة عشرة و بمجرد ما وقعت عينا الربان عليها ظهر على وجهه الإهتمام ‏الشديد فنحنى ‏يجس نبضها ‏يا إلهي أنها ما تزال حية و بطحها على وجهها في الحال و بدأ القبطان الذي كان في نفس الوقت طبيب الباخرة يستخرج ما دخل رئيتها من ماء وحين ‏بدأت تسعل ‏وتفرغ ‏ما في جوفها تأكد الجميع من نجاتها ‏وأخذوا يهتفون ‏ويصفقون