عرف التاريخ الإسلامى على مر العصور العديد من التيارات والفرق الكلامية أبرزها كانت "المعتزلة" الذين عرفوا بتغليبهم العقل على النقل، والمعتزلة فرقة إسلامية تنتسب إلى واصل بن عطاء، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التى تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق. وبحسب دراسة بعنوان "المعتزلة" للدكتور مصطفى حلمى، تكاد تجمع المصادر التاريخية وكتب الفرق على أن نشأة مذهب الاعتزال ترجع إلى اختلاف واصل بن عطاء مع شيخه الحسن البصرى (110هـ) في الحكم على مرتكب الكبيرة، فيما عدا هذه الرواية الشهيرة فإن الملطى - توفي سنة (377) - يعود بنشأة المعتزلة إلى أيام تنازل الحسن بن على عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، وأنه ليس بمؤمن ولا كافر بل هو فى منزلة بين المنزلتين، حيث قال الحسن البصرى تعليقًا على انفصال ابن عطاء عن حلقته "اعتزل عنا واصل"، وهنا بحسب هذا القول جاء اسم المعتزلة. وقد أورد المؤرخ الشهير المسعودى أن أصل كلمة "اعتزال" هو القول بالمنزلة بين المنزلتين، بسبب الفرقة اليهودية التى ظهرت بعد السبى البابلى والمعروفة بـ"الفروشيم"، وكانت تنفى القدر كالمعتزلة وتؤمن بأن الله ليس هو خالق أفعال البشر. ومعنى هذا أن الصفة مجرد قول نطلقه للدلالة على الموصوف، وعدم رؤية الله بالأبصار فى الآخرة، وحكم الفاسق فى الدنيا ليس بمؤمن ولا بكافر، لا خلاف بين المعتزلة وخصومهم من الفرق الإسلامية على أنه الله تعالى متكلم وأن له كلاماً وأن القرآن كلامه، لكن الخلاف حول معنى الكلام وحقيقة المتكلم وهل القرآن مخلوق حادث أم غير مخلوق؟ والوعيدية،