فلو أن إنسانًا خُيّر بين ماله وحياته لتخلى عن المال والجاه والسلطان وكل حتى ولو لبضع سنين تعد على أصابع اليد الواحدة. إذ وهبتها الحياة من المهد إلى اللحد حياة أطول من حياة الذكور.الإحصائيات البيولوجية تؤكد هذه الحقيقة، فحيث يكون متوسط عمر الرجل في مصر ٥١, نجد عمر المرأة يصل إلى ٥٣, وفي إنجلترا ٦٨ عاما للذكور و٧٣,٦ عامًا للذكور والإناث على الترتيب، وهكذا منحت المرأة في جميع دول العالم عددًا من سني أطول من سني الرجل، عدا دولتين اثنتين هما الجزائر وكمبوديا، لنساء الجزائر من العمر في المتوسط ٥۲٫۱ عامًا، وفي هاتين الدولتين شذوذ على القاعدة، ولا حكم على الأمور الشاذة في الحياة.فماذا يعني هذا بحق السماء؟قد يقفز هنا فصيح ويقول معللا دون الاستناد إلى دليل مدروس: إن عمر الرجال أقصر ؛ وتشييد الدول،عمدها،أما النساء فليس لهن من كل ذلك نصيب محمود ،الرجال.وذلك في الواقع استنتاج غير صحيح ومردود عليه بإحصائيات علمية شتى، فالنساء والرجال الذين يقومون بالأعمال نفسها، وفي الأعمار ذاتها، دعنا نقدم دراسة واحدة من هذه الدراسات، فلقد قام الأب الراهب فرانسيس ماديجان بدراسة على متوسط أعمار الراهبات والرهبان، وهؤلاء بطبيعة حياتهم - متساوون في سلوك الحياة،راهب، ثم تقدم ببحثه هذا إلى جامعة نورث كارولينا، وفيه من الإحصائيات ما يؤكد أن متوسط عمر الأنثى أكبر من متوسط عمر الذكر بحوالي ست سنوات.تتضح الحقيقة أكثر وأكثر عندما نتناول فرص الحياة بين الذكور والإناثفي بدايات حياة الإنسان أي وهو لا يزال جنينا في بطن أمه.يذكر دكتور أشلي مونتاجو في كتابه (الوراثة والبشر) أشياء مثيرة وإحصاءات غريبة عن الفرق بين الرجل والمرأة من المهد حتى اللحد، فعند مجيء الذرية إلى الحياة نجد أن كل مائة مولود أنثى يقابله ۱۰۵ مواليد ذكور، وهذا يعني أن عدد الذكور الذين يفدون على هذا الكوكب أكثر من عدد الإناث الوافدات، ذلك فإن الآية تنعكس عندما يصل هؤلاء وهؤلاء إلى سني الشيخوخة، فمن سن الستين حتى الرابعة والستين نجد أن عدد النساء أكبر من عدد الرجال بحوالي ٢٣٪،