يبدو أن نهاية حقبة نتنياهو قد اقتربت فعلا هذه المرة. إدارة ترامب تعتقد أن الضربات الأخيرة على إيران حيدت بشكل كبير دورها في المنطقة، بعد أن تكفلت إسرائيل في الأشهر الماضية من الحرب على غزة، بالقضاء على أقوى حلفاء إيران في المنطقة. ترامب يخطط لمسار جديد في الشرق الأوسط، مسار لا يحتمل وجود حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل. سرعان ما تمددت لتطال جبهات جديدة في لبنان وسورية واليمن، من ناحية عملية ما قامت به حكومة نتنياهو كان بمثابة تدمير الشرق الأوسط بالشكل الذي كان عليه لأكثر من عقدين، وتصدرت قوى جديدة ساحة القيادة والحكم في لبنان. السلطة الفلسطيني اقتربت من التغيير لهرمها الحاكم، وأصبحت على مقربة من إعلان كبير قادم. وصعدت بالعداء لإسرائيل والعلاقة معها إلى مستويات فاقت ما كانت عليه منذ قيامها. التحولات التاريخية التي كان من المرجح حدوثها على مستوى التطبيع بين إسرائيل ودول في المنطقة، طويت إلى إشعار آخر. قد تسجل سيرة نتنياهو أن قراره بمهاجمة إيران كان نهاية الفصول الصعبة في مسيرته السياسية، قبل أن يسدل الستار على عهده كأطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل. مشروع إدارة ترامب للسلام الاقتصادي وإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، سواء من كان لها علاقات سابقة مع إسرائيل، في هذه الأسابيع الفاصلة بعد وقف إطلاق النار مع إيران، يلقي ترامب بكل ثقله للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، من الواضح أنها محاولة صادقة من الرئيس الأميركي لتأمين خروج آمن لنتنياهو يضمن عودته للبيت، بدلا من استمرار محاكمته في قضية من المؤكد أنها ستلقي به في السجن؛ ليس بعيدا في سياق هذه التطورات المحتملة أن نشهد انتخابات مبكرة في إسرائيل قبل نهاية العام الحالي،