قدم الإسلام تصوراً متكاملاً لنظام التربية الإسلامية مستمداً من القرآن الكريم والسنة النبوية إضافة إلى الخبرات والأساليب الحياتية والمستمدة من التراث العربي القديم. أعطى الإسلام اهتماماً كبيراً بالتعليم وحض المسلمين على السعي إليه، مسلم، ويرفع الإسلام مرتبة العلماء وطالب العلم إلى أسمى مقام، الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) . ويقول تعالى في موضع آخر : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات . آيات بينات، إليه والعمل به ونشره بين الناس، في هذه البيئة الفكرية الصالحة وتلك الروح المفعمة بروح التقدير والتشجيع على تعلم العلم وتعليمه، انتشر التعليم بجميع أنواعه ومستوياته في المجتمع الإسلامي، العلمية، واتسعت مجالات المعرفة في كل العلوم، وبلغت أوج مجدها في العصر العباسي. كانت مناهج التربية وأساليبها ومعاهد التعليم، انعكاسا لحاجة مجتمع الإسلام، الديني كأول أهداف التربية الإسلامية، والهدف الديني غاية الكمال الإنساني، واتخاذ المسجد مكاناً لتلقي العلم، يرجع إلى التقليد الذي اتبعه رسول الله ، الانتهاء من الصلاة، يعلم الناس أمور دينهم ودنياهم، ولهذه القداسة اتخذ المسجد، المسلمين في كل ما يهم شئون حياتهم السياسية والقضائية والاجتماعية. ومن المسجد كانت تخرج الجيوش المحاربة لإزالة العوائق من طريق الدعوة ونشر الدين الإسلامي، للمحافظة على نظافتها، فأقيمت الدروس بجانب المساجد أو في أماكن أخرى، سميت (كتاب) في غالب البلدان العربية وبازدهار الحضارة الإسلامية نمت المعارف بسرعة في كافة العلوم العقلية والنفسية، شئون الحياة، وبلغت قمة عظمتها في عهد الخلافة العباسية، والفاطميين في مصر، وفي شمال أفريقيا، ثم في المدن الإسلامية. وفي ذروة الازدهار هذا تطور نظام التعليم الإسلامي، 457هـ (1065) كمؤسسة مستقلة للتعليم بعيداً عن المسجد إذاناً بعهد جديد ، هذا النظام على يد الأيوبيين ومن أتى من بعدهم، الخلافة الإسلامية ببغداد عام (1258)، على حين استمرت معاهد التعليم الأخرى في أداء رسالتها، في طليعتها المساجد، وبيوت الحكمة التي أقيمت في العصر العباسي والفاطمي، والفقهاء وحوانيت الوراقين والمكتبات العامة. كان هدف التربية الإسلامية دينياً ودنيوياً معاً، فهدفت إلى تنمية الفرد المتكامل، اهتمت بالعقل والجسد والعواطف معاً، وأعلت من تنمية الأخلاق وبث روح الفضيلة، وتضمن التعليم الإسلامي مستويات دراسية بمراحل تعليمية، مرحلة التعليم الأولى : تبدأ من سن مبكرة عموماً من دون تحديد دقيق وفيها يتعلم الأطفال المبادئ الأولية من قراءة القرآن الكريم، والكتابة والحساب، الدينية، وسمي . 2 المرحلة المتوسطة وفيها يداوم طالب العلم على الدرس لدى فقهاء وعلماء ومعلمين تفرغوا والحديث والفقه والأدب والشعر والتاريخ وغير ذلك من المواد الدراسية والتي اختلفت من بلد لآخر أو من منطقة إلى أخرى بحسب الظروف المتاحة. -3 مرحلة التعليم العليا ويتم فيها الدراسات العليا الراقية لدى علماء وفقهاء مشهورين في وتتم الدراسة هنا في الغالب في دور الحكمة والصالونات الأدبية، الكبيرة في العواصم أو المدن الشهيرة ومما يجدر ذكره أن نظام التعليم الإسلامي تميز بصفات فريدة، هي مرونته الشديدة منهجاً، ومستوى ، وأساليب. بمعنى أن طالب العلم له الحرية أن يحدد أستاذه ويختار الكتب التي يميل إليها، ويحدد الوقت الذي تسمح به ظروفه ويحدد المدى الذي يرغب أن يصله، ويتعلم بالكيفية التي تناسبه.