وهي في الأصل ردّة فعل على النقد التقليدي؛ لاحظ هؤلاء النقاد أن النقدصار أصحاب النقد الجديد يعمدون إلى النظر في النصوص الأدبية باعتبار ما تتفاعل عبره هذه النصوص من حالات وجود، وبات السياق يُشكل المفتاح السحري لدخول جديد للنقد الأدبي إلى عالم النص الأدبي، واكتشاف عوالم وآفاق في هذا النص لم يكن للنقد الأدبي التقليدي أن ينتبه إلى حقيقة وجودها أو أن يصل إليها. ذهب هؤلاء النقاد إلى اعتبار العمل الأدبي وجوداً قائماً بذاته، مجرد مجموعة من التوازنات العروضية والأساليب البلاغية والصرفية والنحوية أو الإشارات التاريخية أو النفسية أو سوى ذلك، بل صار يمثل سلسلة من المرجعيات الواقعية والفعلية القائمة بذاتها ؛ وكأنَّ النَّقد دخل بالفكر الأدبي من المحيط الخارجي للنص الأدبي إلى عُمقِ ما في داخل النص بالذات، ولا يلتفت إلى ما يشكل وجود كاتبه أو العوامل المؤثرة والحاضة على كتابته أو تأليفه أو نظمه؛ ازدهرت توجهات النقد الجديد في الأدب ما بين أربعينات القرن العشرين وستيناته في الثقافة الأدبية الأوروبية والأميركية.