وهذب نفسه هو مصاحبته لرسول الله ﷺ وتتلمذه على يديه في مدرسة النبوة، ذلك أن عثمان الله لازم الرسول ﷺ في مكة بعد إسلامه كما لازمه في المدينة بعد هجرته؛ فقد نظم عثمان نفسه، الكريم والسنة المطهرة من سيد الخلق أجمعين وهذا عثمان يحدثنا عن ملازمته لرسول الله الله فيقول : إن الله -عز وجل - بعث محمدا بالحق وأنزل عليه الكتاب فكنت ممن استجاب لله ولرسوله وآمن، فهاجرت الهجرتين الأوليين ونلت صهر رسول الله، ورأيت (۱) هديه (١) . كانت شخصية رسول الله ﷺ تملك قوى الجذب والتأثير على الآخرين، ويلتف حولها المعجبون ويلتصقون بها التصاقا بدافع الإعجاب والحب، فهو معه في حضرة الوحي الإلهي المكرم، ثم يصبحان شيئا واحدا في النهاية غير متميز البداية ولا النهاية، كان هذا الحب الذي حرك الرعيل الأول من الصحابة هو مفتاح التربية الإسلامية ونقطة ارتكازها ومنطقها الذي تنطلق منه (١). لقد حصل لعثمان الله وللصحابة ببركة صحبتهم الرسول الله ﷺ وتربيتهم على يديه أحوال إيمانية عالية ، وأحكام التلاوة وتزكية النفوس، قال تعالى : قُلْ يَتَأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. وقد أمدته تلك المعايشة بخبرة ودربة ودراية بشئون الحرب ومعرفة بطبائع النفوس وغرائزها ،