وهو يسأل: من أنا؟ الإنسان هو النوع الأكثر تطورا بين الكائنات الحية، لذلك يوصف عادة بأنه "الإنسان الصانع (hamo faber ) والإنسان المفكر (homo sapiens)". فالإنسان هو الذي يصنع الأدوات وينتج جميع الأشياء التي يحتاجها. إن جوهره هو أن يخلق ويبدع ماديا ومعنويا. عاقل ومعقول، لكن رغم ذكائه القائم على إبداع الرموز وتحويل العالم المحيط إلى علامات ، فإنه لا يخلو من لحظات حمق ( homo demens) قد يحوله إلى عاشق أو فنان. يشبه صرير "بروکست"، نفصل على مقاسه هذا التعريف، حتى يستقيم لنا التعريف، إن لم يكن مشوها، إزاء السؤال: ما الإنسان؟ فهذا السؤال هو الأول والأساس في الفلسفة. يل هي نقطة الارتكار في مختلف الفلسفات، وعبارة سقراط "اعرف نفسك بنفسك" ما يزال صداها يتردد إلى اليوم. أي في كل فرد، أي ما هو عام ومشترك. فالإنسان هو الكائن الذي يبحث باستمرار عن نفسه، تكون القيمة الأساسية للحياة الإنسانية، وقد قال سقراط في ذلك: "إن حياة لا توضع موضع التأمل لا تستحق أن تستمر". إنسانا يعيش في هذا العالم، له عادات وتقاليد. وإذا أمعنا النظر في هذا السؤال: ما الإنسان؟ وجدنا أنه سؤال ينطلق من التفكير في الإنسان من حيث هوذات منقسمة، بين الوعي واللاوعي، ذات تتجاذبها حاجات ورغبات خفية، ذات تتكلم أو يتكلم بها أكثر من لسان، داخل المجتمع. * تذكر الأساطير اليونانية أن "بروكست" كان يتصدى للمسافرين فيأسر الواحد منهم ويضعه على سرير، فإن كانت أطراف الأسير أطول من حجم السرير بتر ما زاد منها،