دوافع الطفل للتعبير الفني: لمعرفة دوافع السلوك أهمية بالغة بالنسبة للمربي، فهنالك الكثير من الدوافع التي تستثير الأطفال وتجعلهم يظهرون تعبيرات ويؤدون أفعالاً يمكن تصنيفها في إطار العمل الفني، ومن دوافع التعبير الفني لدى الأطفال : ويكون الطفل في هذه المرحلة مولعاً بحركات جسمه، وما ينجم عنها من آثار يمكن رؤيتها أو سماعها، أي: إدراك الطفل العلاقة بين حركات يديه ـ مثلاً وبين آثارها على الورق أو الجدران، التعبير عن المشاعر والانفعالات: يتعرض الطفل شيئاً فشيئاً في سياق تنشئته الاجتماعية لضغوط الكبار، قد يصل أحياناً إلى حد الاضطراب النفسي، والتعبيرات الفنية واحدة من الأساليب السليمة التي تسمح للمشاعر بالظهور، ويعد التعبير الفني من هذا المنطلق وسيلة يسقط من خلالها الطفل مشاعره الداخلية التي تعكس صورته عن نفسه وعن العالم المحيط به، إذ ان ممارسة الأنشطة الفنية والتعبير عما تكنه النفس من أحاسيس وأفكار تشعر التلميذ بالراحة والاتزان النفسي، وهي في الوقت نفسه رسالة يقدمها التلاميذ لمعلميهم وذويهم عن ما يعتمل في دخيلة أنفسهم من حاجات ومشاعر ومخاوف . ويفسر بعض من علماء النفس دوافع التعبير الفني، والتي تشير إلى أن التعبير الفني وسيلة دفاع لا شعورية يمارسها الفرد للإبقاء على توازنه النفسي بتحويل الطاقة النفسية (من دوافع ورغبات غير مقبولة) إلى أنشطة وفعاليات فنية تلقى تأييد وإعجاب الآخرين، وتكاد منجزات الحضارة البشرية أن تكون بالدرجة الأولى نتاجاً لعملية التسامي هذه التي قام بها أفراد المجتمع البشري منذ الخليقة . الحاجة إلى التقدير وتحقيق الذات: هنالك حاجة لدى الطفل تدفعه إلى توظيف إمكانياته وترجمتها إلى حقيقة واقعة ترتبط بالتحصيل والإنجاز والتعبير عن الذات، وبشكل تجعل المتعلم يشعر بهويته وقيمته بين الآخرين، على تنمية مفهوم الذات لدية وشعوره بالرضا عن النفس، كما أنها تمنح الطفل حرية وإمكانية أوسع للتعبير عن استعداداته وميوله الخاصة، ذلك أن لكل عمل فني قيمة تتوقف على مدى ظهوره في طابع مميز له، يختلف في أجزائه وكيانه عن عمل فني آخر. الحاجة إلى الانتماء والاتصال الاجتماعي: إن ممارسة العمل الفني والاستمتاع به، وعرضه في أجواء اجتماعية يلبي لدى الأطفال حاجة الانتماء إلى الجماعة، فيشعرهم بالتقدير والأمان. وهذه الاستجابات توفر المعلومات لتقويم السلوك من حيث ملاءمته أو تعديله وتشكل الأساس في تعلم التكيف في المواقف الاجتماعية وفي شعور الطفل أنه جزء من جماعة، بمعنى: أن النشاط الفني هو عملية اتصال فعاله تجتذب الآخرين، وقد تؤدي إلى تكوين جماعات فنية يربطها ويوحدها الاهتمام المشترك، وهذه الجماعات توجد وتستمر بفعل التفاعل ألاتصالي الذي يتوافر بين أعضائها، ذلك أنه عملية ترويحية تسهم في التخفيف عن المعاناة والتغلب على المخاوف .