عندما فتحت زهراء عينيها في غرفة الإنعاش بالمستشفى، وانتهت زهراء إلى أنها لا ترقد في غرفة النوم المشتركة التي تعودت أن تنام فيها مع أختيها عائشة وسعدية وأخيهم الصغير يوسف. فسألت أختها في لهفة : أو هكذا بدا للوهلة الأولى لان بعضهم فى الحقيقة كان في حالة غيبوبة تامة، وقد ركبت على أفواههم وأنوفهم كمامات الأوكسجين، وزرعت في أيديهم أنابيب "السيروم التي تدلت من أكياس بلاستيكية مقلوبة على حمالات معدنية عند رؤوسهم، ثم إلى هذه اللحظة التي فتحت فيها عينيها بالمستشفى. منذ متى وأنا هنا ؟ منذ أول أمس بعد العصر. فحركت يدها نحو جبينها ولكنها لم تتمكن من ذلك، أظهروا أسفهم مما حدث لك، كما جاء العديد من زميلاتك وزملائك في المدرسة يسألون عنك، أما سعدية فهي في الثانوية وقد - ومتى أخرج. فهي تشير إلى الزيارة الأسبوعية التي تعودن عليها مع أخيهن لقبر أمهم وأبيهم صباح كل جمعة ، قبل الجمعة. وساد الصمت بينهما من جديد وانشغلت كلتاهما بالنظر مرة أخرى إلى ما حولهما من الأطفال ضحايا حوادث الطرق، ومعبرا عنه بدموع الأمهات التي تراها تنزل في صمت على فلذات أكبادهن، وبعض المعلمات والمعلمين،