مِنْ كَلِّ شَكْلٍ وَلَونِ يَأسِرُ القُلوبَ ، فَلَمْ يَتَنَبَّهُوا إِلى مُرورِ الْوَقْتِ، إِلى أَنْ وَصَلُوا أَطْرافَ قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ، فَإِذا بِبَيْتٍ فِيهِ عَجوزٌ وَزَوْجَتُهُ،  قَدَّمَ العَجوزُ وَزَوجَتُهُ لِلضُّيوفِ مَا اسْتَطاعا مِنَ الضِّيافَةِ، نَاموا سَرِيعًا دُونَ أَنْ يَتَبَيَّنُوا شَيْئًا مِنْ تَفاصِيلِ البَيْتِ. فَفُوجِئوا بِالعَجُوزِ وَزَوْجَتِهِ يَنامانِ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُجاوِرَةٍ لِبَيْتِهِم ، فَلم يَكُنْ فِي البَيْتِ الصَّغِيرِ غَيرُ غُرْفَةٍ واحِدَةٍ، وَهِي جُزْءٌ أَصِيلٌ مِنْ خُلُقِنا وَدِينِنا الَّذِي نَعْتَزُّ بِهِ.