يُطرح منذ القدم تساؤل حول قيمة الفلسفة وأهميتها، وليس هذا وليد التقدم العلمي الحديث كما يعتقد البعض. برزت آراء متناقضة حول هذا الأمر، منها موقف مؤيد يرى أن الفلسفة تُنبّه العقل، وتُحفّزه على البحث والتفكير، وتُنظم التفكير البشري، مُميّزة الإنسان عن "الأقوام المتوحشة" حسب ديكارت، ومقاساً لحضارة الأمم. لكن موقفاً معارضاً يرى أن الفلسفة مجرد تحليل نظري عقيم، لا يحقق نتائج عملية، مُقارنةً بالتقدم العلمي الملموس وتطبيقاته العملية. يُضاف إلى ذلك، تنوع آراء الفلاسفة وتناقضها، وعجزهم عن حل قضايا جوهرية كالخلود، وانعدام منهج علمي موضوعي لديهم. كما انتقد رجال الدين الفلسفة لتناقضها مع العقائد الدينية. لكن مع ذلك، تبقى الفلسفة نشاطاً بشرياً ذا مجال تخصصي وإشكالياته، فهي تُساعد على مواجهة الذات، وتقوي ملكة النقد، وتُثير تساؤلاتٍ تُفتح آفاقاً جديدة للفكر، كما تُمكّن من استشراف الأهداف البعيدة، وفقاً لآراء فلاسفة كياسبرز وكانط و برتراند رسل. ويرى البعض أن العلم، بجمعه وتحليله للوقائع، يحتل مكانة الصدارة في أنشطة الفكر، مُحقّقاً تقدماً مستمراً وتطبيقات نافعة، على عكس الفلسفة التي لم تحقق تقدماً مماثلاً.