لم يستطع خير الدين باشا، رغم حصوله على منصب وزير متعدد الصلاحيات يشمل وزارة العمالة والخارجية والمال، ونظارتي الحربية والبحرية، الوقوف طويلا أمام دسائس الدول الأجنبية مثل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا التي كانت تسعى لتقويض سلطته. فضلا عن دسائس الوزراء المماليك وخنوع الباي الصادق الذي كان مهووساً بالشهوات، دفعت هذه العوامل خير الدين للابتعاد عن تونس و السعي لإنقاذها من الخارج عند حلوله بتركيا. حاول إقناع السلطان العثماني بالتدخل المسلح لفائدة تونس، لكنه خاب أمله عندما وجد نفس الدور الذي كان يمثله بتونس يمثله أمامه بتركيا أيضًا عندما اسندت إليه الصدارة العظمى، لكنه فارقها أيضًا بعد تسعة أشهر حيث واجه ما يواجهه كل شهيد مخلص في عقيدته الإسلامية واخلاصه الوطني، فانسحب من الميدان وابتعد عن الحكم حتى توفي سنة 1890 باسطنبول.